وَكَأَنّمَا سَكَن الْكَوْن
كُلِّهِ حِينَ سَمِعْت
صَوْتَه يَشدو جَهارا . . .
الْقُرْبِ مِنْهُ سِحْرٌ
لِلْبَصَر ولَم تَرَ
عَيْنِي لدُونَه آثارا . . .
سَاد الصَّمْت حِين
تلامَست أَيْدِينَا
وَكَأَنَّه بِالرُّوح عِنَاقا . . .
وتلاقت عُيُون بِشَوْق
أطلب المزيد
فأَعْظُمِي مُنساقا . . .
وحَنين جارٍ حَارّ
بالوَريد وَالْوَقْت
كَان جَمْرا وَنَارا . . .
يطيح الْعِشْق بإتزاني
وَأصبح عقلي
لا يجد لي أعذَارا . . .
وَدَمْع الشَّوْق لايطفئ
نَار بِالْفُؤَاد بَل
يَزِيدُهَا اِشْتِعالا . . .
إنَّه كَالْوُقُود
كُلَّمَا سَال أَضْرَم
الْغَرَام وَأَرْسَلَه أرتالا . . .
كَيْف أَسِير يَسْعَد
بِأَسْرِه وَكَيْفَ كَانَ
عَذَابٌ الْحُب غَرَاما . . .
وأحلام اللِّقَاء كَانَت
لَنَا عِيدًا وَرَغْبَة
مِنَّا وَإيمانا وإعْتِقَادا . . .
وَبَيْن رَهْبَة الْبُعْد
وَرَهْبَة لِقَاء أَذَاب
الْقَلْب وأَرهَق أفكارا . . .
سُحْقًا لظلام دَام
دونما لِقَاء وَدُون
فَجْر حُبّ كَان أنوارا . . .
نَثمَل مِن لَهفَتنا
وَمَن دُجَى لَيْل كُنَّا
نَعْتَقِد لَيْسَ لَهُ نَهَارا . . .
تُطْرِب الرُّوح لَه
وَتَعْزِف لَحْنٌ
شَجَّى يَقطَع أَوْتَارا . . .
نحلق فَوْق جَبِين
القصيد ونغرد
فِى الصَّبَّاح أَبْكَارًا . . .
نعشق كَمَا الطُّيُور
ونَصدَح بِالْحَبّ
فَلَا نهجر أوكارا . . . .
يَأْتِينَا دُجَى لَيْلَنَا نُورًا
وتلتقى أَرْوَاحَنَا
تَشْكُو قَسْوَة أقدارا . . . .
عَشِقنا فَكَان الحُب
وَالْعِشْق مِنَّا طُهْرًا
وَكَان وَفَا وَإِصْرَارًا . . .
(فارس القلم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق