هو الليلُ
نحنُ اتحدنا به
كما اتحدَ البحرُ والمبحرونْ!
يُرينا أواخرَ هذا الطريقِ
فتبكي
طفولتُنا في العيونْ
توبّخُنا
باسمه نجمةٌ
وتخبرُنا أننا عابرونْ
وفي الليلِ
نكبرُ يا صاحبي
وتكبرُ.. تكبرُ فينا السنونْ
نمارسُ فيه الشقاءَ اللذيذَ
ونعصرُ منه العذابَ الحنونْ:
نحدّقُ في الموتِ
وجهاً لوجهٍ
إلى أن يشُكّ بنا الميتُونْ!
ونرحلُ نحو وراءِ الوراءِ
ليرجعَ
أحبابُنا الراحلونْ!
ونركضُ للغيبِ
ركضَ الغريبِ
لنسألَ أقدارنا من نكون؟!
ونسألَ
أولَ لحظةِ حبٍ:
لماذا نفي والليالي تخونْ؟!
هو الليلُ
دُكّانُ خيباتِنا
ومقهىً نحادثُ فيه الشجونْ
هو الليلُ آخرُ هذا اليقينِ
هو الليلُ أولُ هذي الظنونْ!
الشاعر محمد عبد الباري السودان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق