بقلم سيدة بن جازية
تونس
فراشة المصباح
فراشة المصباح يكفيك
يكفيك عويلا وصياح
فما كل كلامي مباح
وبعضه قد يفتح الجراح
مذ أشرقت شمس الصباح
وأنت في نواح
هلا بحت لي من الصاح ؟
إن ينبت لك عقل
إن تعملي الفكر
يكسر المصباح
وتتلف القداح
لا تحزني
لا تأسفي على نجم أفل
وراح
فنور ٱخر في الأفق قد لاح
تدورين ،ترقصين،تغنين
لأجل عيون مصباحك الحزين
ولا تعبئين بالألم المكين
وما يتربص الجناح
هيا ثوري ولا تدوري
حول الموت
حول المصباح أو التنور
ما فائدة الاحتراق
والاختراق
وما من مديح صريح
فمصباحك ضريح
يعصف بشبابك كالريح
يذر رمادك هباء
ضاحكا كل مساء
لذكرى فراشة بلهاء
دوري أو لا تدوري
فالأرض ثابتة تحت أقدام
مصباحك القبيح
والفتيل الملتهب من جديد
لغيرك سيبيح
في الظلام والنور الوضاح
لا تهدري عمرك للقداح
لخادم المصباح و الصلاح
انهضي لأجل عيونك الملاح
كم من فراش دار واحتار
خلفه ليل نهار
لكن اكتشف الخداع
وطار
طار
إلا أنت لم يزعجك الانهيار
ولا ذل الموت على حافة
العار والدمار
لملمي شتاتك المنهار
لازالت فرصة قبل الانتحار
اكسري مصباح مهيار
وانقذي العالم من زيف الانبهار
وابعثي الحياة من جديد
في الجلنار
عودي حلقي فوق الازهار
واعتلي الجبال والأشجار
على ضفاف الأنهار
لا تنسي شكر فدوى ونوال
بعد الفرار
بعد الضرار
كوني الجازية لا يغرك
إلا عشق الحرب وصنع القرار
عند المكوث أو الترحال
بين نجد أو بين الجبال
لا يبعث النور إلا المصباح
تبصر تجده بين الأخيار والأبرار
بين النجوم والكواكب و أصحاب الأفكار
لا فرق بين ذي عمامة أو ذات خمار
فالنور جذوة النار
الهمت الفراش الخيار
بين موت الذل
أو عيش كريم وضح النهار
بعيدا عن جور مصباحكم
والعار
ليغدو الفراش حر الأحرار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق