إنتهت الحرب...وسكنت لعلعة المدافع...ومحق البارود الأنفس والمهج الطريّة...وسقطت على صفحة الميادين المغلولة رسل السلام...مغدورة...مقبورة...وبقيت الأنانية الغليظة تشقّ الدروب المصهودة...حين من الزمن
تاه حمّاد بين ذكرى القادة المغامرون...وهم يتصافحون...يتقيئون الدلالة والتأويل..وإبنه ضياء الذي تدحرج مغروسا بين الصخور النابتة على فم الوادي المقرور...وزفّ شهيدا
مازالت ٱثار حصى الميادين مرسومة بوضوح على طلعته البهية...حمل إبنه بإصرار...كلبوة جريحة تكابد لإنقاذ أشبالها ...تشبّث بأمل عقيم ..إستجدى رحى مناديا...معاتبا كان هسيس الوغى غالبا على حشرجة بوحه المفضوح...وضاع صوته المبحوح في ثنايا الوهم والموت المحتوم...
ماذا بقي له في زحمة الاستنتاج غير ظلمة في نفق بعيد...وضوء خافت من كوى الزمن البعيد.
شحوب وجهه يترك في النفس مرارة...وفي الفؤاد طعنة داجية...ففي الفجر المتمهل ينبت الإصرار والعزيمة..وينبثق من رحم الهزيمة نورا ربانيا يغطّي الربى العابسة...
إنها الذكرى التي تستوطن المهجة المسحولة على إسفلت الحاضر..فتترك بين الحنايا وشما قانيا يؤرخ لتحوّل الأحداث والازمان...ويضفي في النفس فسحة أمل جديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق