مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

خواطر سليمان(١٠٨٣)بقلم سليمان النادي

خواطر سليمان ... ( ١٠٨٣ )

"... قال أبو هريرةَ رضي الله عنه 
فقال النَّبيُّ ﷺ إنَّ مَثَلي ومَثَلَ هذا الأعرابيِّ كمَثَلِ رجلٍ كانت له ناقةٌ فشرَدَت عليه فاتَّبَعها النّاسُ فلم يزيدوها إلّا نفورًا فقال صاحبُ النّاقةِ خلُّوا بيني وبينَ ناقتي فأنا أرفَقُ بها وأعلَمُ بها فتوجَّه إليها صاحبُ النّاقةِ فأخَذ لها من قشامِ الأرضِ ودعاها حتّى جاءَت واستجابَت وشدَّ عليها رَحْلَها واستوى عليها ولو أنِّي أطَعْتُكم حيثُ قال ما قال دخَل النّارَ"
الهيثمي (ت ٨٠٧)، مجمع الزوائد 

أروع ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم لما اغلظ الأعرابي في طلبه أن يزيده رسول الله في العطاء ، أن علمنا اولا كيف نضبط أنفسنا ونكون متأنين في التعامل مع الناس، وبخاصة غلاظ القلوب ... 

لقد عرف رسول الله طبيعة النفس البشرية وكيف يتعامل معها ، آثر أن يكون حليما بعيدا عن الجفوة والغلظة في التعبير ، ورأي أن طبيعة الرجل الغليظة تقابل بمزيد من اللين ومزيد من المال ليستميل به قلبه ، أحب إليه من الرد عليه بقسوة .. 

بدليل أن الصحابة فلما رأوا رد الأعرابي وجفاءه في الرد على رسول الله هموا أن يقوموا إليه يلقنوه درس الأدب مع رسول الله ، ولكن رسول الله أشار إليهم أن كفوا أيديكم عنه ، لأنهم لو قتلتموه لدخل النار ... ومحال أن يسكت رسول الله على ذلك أبدا ... 

صلوات ربي وسلامه عليك يا سيدي وحبيبي يارسول... 

سليمان النادي
٢٠٢٢/٩/٢٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق