مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2022

يا أيتها التي أضعتكِ بقلم عبدالسلام الخليل

يا أيتها التي أضعتكِ سامحيني أنا الذي
دون أن أدرك وفي غياب الإحساس
والإبصار والمشاعر ... أضعتك فكأنما
وضعت غشاوة على عيني ...أضعتك
نعم أضعتك وأضعت نفسي والأصل
أن اجتهد وأحسب الحساب لغدر الزمانِ
ودورة الأيام والتي هي كحوامات البحر
فغدر الزمان كغدر الإعصار والزلزال
سامحيني إذا قلت بأنهم يأتونك من كل
الأصناف يأتيكِ الدنيء والظالم في وضح
النهار ليغتالك ويقضي معك وقته الممل
حين يخيم الظلام ..
هدفه أن يتمتع بجمال جسدكِ النحيل
وجمال رمشك المسنون
وخضار عينيك الخلاب وجمال وجنتيكِ
اللتان لونهما أجمل من لون التفاح الأحمر
أنت التي يتغزل بجمالك كبار الشعراء
يدغدغون الأحاسيس والمشاعر
سامحيني
فإني أبحث عنكِ يا غاليتي بين نجوم
السماء وبين حبات الرمال في الصحاري
وعلى شواطئ البحار وبين قطرات
المياه فلم أجدك ... أين أنتِ غاليتي ؟؟!!
هل أنت في قلب صدفة كلؤلؤة في
عمق البحر أم انك مختبئة في مياه
زمزم عودي إلي وإلى دفئ حضنكِ
أعيديني وعلى صدركِ كالرضيع
أسبح والعب وإلا تحوم عليك الدبابير
فتمتص عسلك وتذهب به للقصور
مسرعة لتقطره في أفواه الذين لا
يستحقونه ؟؟!! أخاف عليكِ من
الطامعين المخادعين أخاف أن
يختطفوكِ مني فأخسركِ فإذا
خسرتكِ فكأنما خسرت روحي
وعندها سأنسفكِ إن سمحت للظُّلام
ان تغازلك أو تتغزل فيك وهكذا
سأحرم السماء من الجمال وأجعل
القرش والحيتان أضحوكةً للطيور
واعلمي سيدتي إن غدرت بك حوامات
البحر وأمواجه وأشرس الضباع والذئاب
والتماسيح والأفاعي وإن توهموا بأنك
لقمة سهلة صائغة على أنيابهم كلحم البط
والغزلان والأرانب فهم واهمون لأنك
جزء مني وأقسم بالله لن أتردد في انتزاع
الأرواح من الصدور بالسيف والحراب
وسأجعل من دماءهم شرابا يروي ظمأ
الفئران
يا سيدة السيدات أنت التي رسمك
الله الواحد الخلاق ورسم شفتيكِ بأجمل
الألوان أخاف على الورود والزهور
المخصصة لتصنع منها عطور الملوك
والسلاطين أن تفقد جمالها وقيمتها لأنها
ستغار منك أعترف لك ولكل العالم أنك
لي وحدي وانك بلسمي أنت لي كالماء
للورد إذا ما سقيناه عادت إليه الحياة
بعد الذبول وهكذا أنا، إذا ما شممت
رائحة عطرك عادت إلي الحياة حتى
لو كنت ميتا ؟؟!
***
عَبْد السَّلَام الْخَلِيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق