مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 24 أكتوبر 2022

لابد يوما بقلم زين المصطفى بلمختار الجديدي

لابد يوما :
ياانت من قاد السفينة في الصفاء
هلا اخذت قيادة وسط الهويل
لما جرى فوق المياه شراعها
سارت بها تلك الكواكب في السبيل
بحارة اخذوا الحبال واوزنوا
قسطاط وزن حتى تمشي ولا تميل
والناس جذلى تحت شمس نهارهم
يشدون شدوا في الصفاء بلا مثيل
فوق السفينة كم تهادى من هوى
رقصت به كل النوارس فى الاصيل
وحكت لنا اسفار من ركب العلا
كيف اثقى شر العواصف والعويل
قبطاننا من فرط سكره مادرى
غير الثمالة قد رست برأس ثقيل
فاذا بنا وسط الصخور بمركب
تاه الخطى لم يهتد بنجم شعيل 
واذا بنا وسط الفتائل* لا نرى
غير الخواطف* والرعود بلا قبيل
واذا عصي الموج يقدف ركبنا
واذا الشراع تمزقت وسط الرحيل
واذا الوجوه وورس لونها قد بذا
يصفر كل دقيقة مثل الفصيل
واذا الزوابع حولنا بكمائن
في كل ميل أغرقت كم من قتيل
وإذا الضباب يلف كل بابورنا**
واذا العمى قد انذر بليل طويل
واذا بصارينا *** تكسر عوده
وشراعنا اودت به ريح الضليل
واذا الوجود يسير في عدم الوجود
واذا الحياة تسير في ذل ذليل
واذا الفوارق انبتت كم خسة
تحمي البطون ولا ترى وضع الهزيل
واذا القضاء يسير خلف مطية
يطويها دوما كم رايتم من نزيل
واذا الغباء كموج بحرنا ماانتهى
في المد والجزر القوي او العتيل**
ولقد تفكك ركبنا وعثت به
امواج بحر كالخيول بلا صهيل 
وامتد مافوق الضباب سرابنا
وانجر ماتحت المياه خيال ذيل
قبطان كان على النزاوى تقوده
ويقودنا مثل الزواحف والحويل**
حتى انتهى ماكان يملأ قلبنا
من كل ما يعطي النجاة بلا دليل 
نرجو الرسو على الصخور وان قست
لا بد يوما من تحدي المستحيل…..

         زين المصطفى بلمختار الجديدي

*مراذفات الصواعق
***الصاري هو العمود الذي يتوسط المركب
** المركب وهو اسم لتذاوله اصبح معروفا****
وداءٌ عَتِيل: شديدٌ
عَتَلَ: (فعل) 
عتَلَ يَعتِل ، عَتْلاً ، فهو عاتِل ، والمفعول مَعْتول
عتَله :جذَبه وجرَّه بعنف

***مصدر حوِلَ
(طب) انحراف سواد العين إلى جهة الصدغ، أو أن تميل الحدقة إلى اللحاظ، أو إقبال الحدقة على الأنف، أو أن يظهر البياضُ في مؤخرها ويكون السَّوادُ من قِبل المآقي
حَوَل وحْشيّ: (طب) شكل من الحَوَل ينحرف فيه محور عين عن محور الأخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق