أوراق ضائعة
تستهويني الحياة لأفتش فيها عن أجمل اللحظات أو وميض السعادة التي سجلها الامس البعيد أو القريب اراني اغرق في الوحل وابحث عن مخرج لضياع ألم بي وراكم من الهزائم تشبه نكباتنا عبر التاريخ وأطرح التساؤل الواضح والذي لا يحمل الدجل ولا التضليل الدغمائي ماذا قدمنا كأمة في سجل الحضارة الإنسانية من إسهامات قد يقاطعني الدجال وكم نجد الأرصفة والمنصات مملوءة عن آخرها بهم لم يساهم بعضهم في قراءة الفاتحة حتى على ميت ولا يحسن حتى قراءة الفاتحة جيدا ويدلي بدلوه في قضايا تهم ليس فقط أسرته بل الأمة ككل ويسمع له وينصب خليفة على نُخْبَةٍ وهو لم يتجاوز النّخْبة كم يؤسفني التراجع في منتصف الطريق الصحيح المبني على المنطق والذوق الرفيع أبجديات الحوار السليم المؤسس على إصدارات تعترف بالآخر كطرف في الحوار السليم دون تعصب ولا إقرار بامتلاك المطلق والكمال وأواصل في كل الأحوال التنقيب في مجريات الأحداث التي اعيشها عبر الزمن الذي أعانيه بوضوح مستمر غير مسبوق في تراكماته باحثا عن طيف من الراحة النفسية التي تحصل عليها مجتمعات أخرى دون عناء أوتعب أومشقة في كنف استمرارها في الوجود أقف لملاقاة لافتة كتلك التي تفصل بين شعوب تتماثل في مقومات واحدة فصلت بينها الأيديولوجية النادرة والماكرة وتعيش في حدود يوميات مملة لا هدف لها ولا أفق ينير لها طريقها وهي أصلا لا تملك طريقا ولا منهجا حياتيا كم سجلنا عبر تاريخنا من أكذوبات تمسكنا بها وكشفها الزمن وأوقفت حركتنا من جديد وضعيها من الزمن الحضاري ما يقاس بأجيال فضاعت البوصلة الأساسية وتشريد الكطاليزار الموجه لحياتنا كتبنا التاريخ بالتراجع وأقنعنا أنفسنا بالوهم واعطينا الوعود الزائفة لبناء نظام مبارك للجميع يعيش الناس في كنفه مبني على المساواة والإسحقاق حتى استيقضنا اليوم نبحث عن الإسعاف إن السعادة التي نبحث عنها اليوم ليست إلا أوهاما نبيعها لبعضنا على أرصفة الذل والهوان والمعضلة نمر إلى احقاب أخرى ونعيد نقد ذواتنا بنفس الميكانزمات السابقة نمرغ رؤوسنا في الوحل من جديد وتمارس أقذر الرياضات القديمة ونأخر أجيالنا عن الركب الحضاري نحسن فقط ممارسة الطقوس القديمة في حلل نعتقد انها جديد ونريد إقناع المتبصر بمشروعيتها
إلى متى نوقف الدجل الفكري ونعيد للعقل مكانته في ترشيد كل محاولة للنهوض من سبات تجاوز العصور الوسطى وهو جاثم على صدورنا بقوة الأسبقية والتعصب لمراهقة متغلغلة تلغي تحكيم اللوغوس وتتباهى بالميتيولوجيا التي تحكمنا .
البشير سلطاني الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق