عرينُ الأسودِ نشيدُ الغضبْ
وصوتُ الرجالِ بأرضِ اللهبْ
أعدُّوا الحديدَ لمنْ يستبيحْ
نقاء الترابِ وعِزَّ العربْ
وثاروا كليثٍ عنيدٍ طَمُوحْ
بثوبِ الوليدِ ليمحو الكُرَبْ
فكمْ حطموا كلَّ وهمٍ خبيثْ
أرادَ البلادَ ونَهْبَ الحِقَبْ
فلم يركنوا للسلامِ القعيدْ
ونبحِ الكلابِ وسوطِ القِرَبْ
وقد أطلقوا زِنْدهم للنزالْ
فَهَدُّوا المحالَ وكَدُّوا الذَّنَبْ
فنابُلْسُ كانتْ رصيدَ الدِّماءْ
وعُنفَ النسورِ وفوقِ الرُّتبْ
وعادتْ عريناً لأُسْدِ القلاعْ
لتروي الترابَ بنارِ النُّجُبْ
ففيها الجبالُ وفيها الجذورْ
وزيتُ الجدودِ وقصفُ الشُّهُبْ
ورعدٌ وبرقٌ ونهْرٌ عظيمْ
لجرفِ السدودِ ونشرِ القُضُبْ
فيا ويلَ مَن يستبيحَ الديارْ
ويا ويل مَنْ للجوى يغتصِبْ
فشعبُ الوفاءِ يسدُّ الطريقْ
وباتَ الحريقُ عنيفاً يَشُبْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق