مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 29 أكتوبر 2022

الفطيم بقلم مسعودي رفيقة

الفطيم . 
يتشبث بردائي كصغير مفطوم يشدني اليه شدا يلزمني الى الأرض وهذه البقاع الغريبة جئت اليها مرغما مغضوبا علي أحاول اجتثاث اطراف ردائي من بين أنامله الرقيقة ولا أريد أن أشعره بالجبروت النائم بداخلي ، اريد أن أنسلّ بكل ليونة حتى لا أحدث صخبا حتى لا أعيش نصبا حتى لاأحيا تربا ، 
أتمايل مع جذبته برفق كي لا أسقط أسند عودي الى ظلي المتهالك وأستبيح هناك أفئدتي النازفة أضمها بقوة الجلد وعفة الروح وأبوح لها بتغاريد الاصباح أهدهد ذلك الأمل الصغير كبرعم اختفى واحتفى بحب الأوراق الغضة أغمض عيناي لأستسلم الى مستقطع من الحياة أحاور فيها ذاتي وامنياتي وأقول بشوق الخلود أتراني أعود ؟
أكابر أسارع والمسير مليء بالعثرات ،بالنكبات بالويلات والكل مشغوول منقول ومأهول بالأمل كضيعة شرقية ازدانت بالأليف وجنة سرمدية تزينت لروادها ، هنا فاصلة الموت والصوت ترسل أمواجها عبر الزمن تلاقيني وتهجرني وتجمعني وتفرقني والظلام دامس ،لا اأبصر معلما ولا مأمنا ، أتهاوى ... أحلم ...أعبر أم أنتظر .
الحرية مقيدة والأفئدة مسيدة والفكرة مغيبة والنهاية مجهولة ومعلومة ، والحب كبير والأمل لايتوقف عن البزوغ كشمس بارقة لاتخلف وعدها ترسل الينا أشعتها رغم البرد والصقيع ، رغم الجبن رغم الحيرة رغم الخيبة الا أن ازاري لايزال مشدودا أتجذر في مكاني أثبت أغرق في بحر العجاب أنخر ذاتي كسوس قبل أن أكون كأعجاز نخل خاوية ،أحاور ه وأسلم والسلام حار أعانقه فيلقيني في متاهة لا قبل لي بشعابها ، ألملم ضعفي أولا أدقه في مهراس الحياة الحرة أنغده ليصير غبارا أنفثه ليتركني أستمر ، أستجمع قوة كامنة في داخلي ، أحب تلك الشجاعة التي أدسها في عمقي أعشقها أحنو عليها لأنها طالما جعلتني أولد من جديد وأهتف من بعيد والبس ثوب العيد ، جعلتني أرفرف كطير مهاجر باحثا عن المطعم والمأمن والمكمن ،أين أحيا والبلابل أين لا تهز أوردتي القنابل ،أين أسجد في محراب الصلاة .
أسجد وأسجد وأهيم في بلاغة ويحملني الشوق والشوق كبير وحائر ، وانا لست الا عابر سبيل في درب الحياة ،أمشي الهوينى ولا أشعر الا بدقات اللحظة وشهقة اللهفة وعنفوان الجسد ،أعبر ويجمعني الود وتبعثرني الخيانة كأوراق الخريف يمينا وشمالا ولا أجدني الا تعلقت كازار في علاقة تتدلى قدماي فأشعر بالضياع فأتبع ذاتي المرهقة الذليلة .
آه ..... ويعود يشدني بكلتا يديه يهزني هزا فيخلط أوراقي ويزلزل كياني وأغفو حينها اتأرجح على أرجوحة الحياة تصرفني عن جميل الأيام ترفعني حيث لا أنام تنشق بي الأرض شقا لتئدني في سوف ، والحلم بعيد المنال في كوكب 
يبعد عن الشمس لايدور في المجرة ولا يلحقه الضياء ، أعيش والعيش جميل وجميل ، والحب كالأكاليل والنقاء والطهر ليل طويل ، زينته النجوم وملكه القمر وانا لازلت أستمر رغم اختلال توازني رغم البعاد والسفر .
أستدير يمينا وارمق محطاتي فأجدها تراصت في سمت قصير تدهشني أعوامها كيف عبرت ويرمقني ذلك الفطيم ويلح في جذبي يرنو لعناقي ويطلب وصالي ،وانا منشغل ، يدنيني منه ويُسِرّ في أذني ليتك تعلم .
وحل الظلام ، افترشت حصيري وانتبهت لنفسي قائلا ماذا أعلم ؟ لقد تعلمت وتعلمت وماخبرت ،لقد جمعت العلم وما استفدت لقد دونت وما حفظت أن العهد كان مسؤولا وأن الوعد بات مذهولا من خزعبلاتي وتسويفاتي وتدحرجاتي فوق سجل حياتي .
ماذا أعلم ؟ أيكفيني الوقت لذلك أيقبلني الفطيم وقد يئس من أوبتي، متسارع أنا أسابق الزمن وحسب والفجر قريب ، أهوى كلماتي أهوى حياتي أشعر فيها بعمق الروح ونقائها أحب فيها صفاء بقي وفيا للبداية ،لازال بريئا مع زمنه ،أعشق كل ثانية أحياها لأني أستشعر أنني أمها التي لازالت لم تفطمها ،انها الحياة وانا من يصنع مجدها .ولذلك خلقني الحي الذي لايموت وفطرني حتى أكون أم نفسي .
الأستاذة مسعودي رفيقة من الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق