مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 24 أكتوبر 2022

ها هو الشتاء القادم بقلم إكرام التميمي

 ها هو الشتاء قادم 

وها هي أوراق الخريف تركت اغصانها معلنة الأفول .. 

كم حاولت التشبث بأصولها لكن فعل الأيام والرياح كان قويا .. 

أوراق باهتة صفراء عانت كثيرا لتأتي رياح أيلول ونسماته فتعريها  من لونها الأخضر الجميل وتلبسها وشاحا أصفرا باهتا . 

وتسقطها أرضًا تدوسها أرجل المارة . 

ها هي البيوت الشاهقة العلو تزدان بألوان الشتاء الجميلة والسماء تبدو حزينة شوار ع فارغة إلا بقايا الحنين وبعض الأوراق الشاحبة وقطرات من المطر . 

وأشجار جميلة لا زالت صامدة في تحدي للظروف الطبيعة القاسية وكأنها تعلن للجميع انني باقية لن تهزمني ظروف الحياة ولن تاخذ مني سوى بعض الأوراق الباهتة ، لأعود فأنجب غيرها. 

ها أنا أقف هناك أمام أحد المحلات التجارية لشراء حاجياتي قبل قدوم العاصفة . 

أحتمي بمظلتي  التي يبدو لي أنها ما عادت تقيني في هذا الجو الماطر . 

ألمح بعض المارة المسرعين إلى الجهة المقابلة كي يستقلوا الحافلة . 

وقطرات المطر تزاد شيئا فشيئا . 

بعض المحلات التجارية بدأت تقفل أبوابها  . فنشرات الأخبار الجوية تنبئهم بقدوم العاصفة . 

حملت مظلتي واسرعت نحو مركبتي بعد شراء حاجياتي . 

دخلت المركبة  وضعت مظلتي جانبا فقطرات المطر لا زالت ترشح من أطرافها . 

ومضيت مسرعًا. 

أخذت الأجواء تزداد قتامة  وبدأت الغيوم يعانق بعضها بعضًا . 

أصبح الجو متلبدا أكثر فأكثر. 

يا إلهي ماذا أفعل إن داهمتني العاصفة قبل أن أصل لوجهتي ؟ 

مضيت  في طريقي بحذر شديد . 

أدرت قرص الإذاعة كي أقضي على خوفي ريثما أصل. 

كانت محطات الأخبار كلها تعلن ضرورة توخي الحيطة والحذر وتطلب عدم الخروج من المنازل ، إلى أن تمضي تلك العاصفة . 

ها هي الأوضاع تزداد صعوبة بدت الرؤية غير واضحة . بدا لي أن بعض الغيوم تلامس الأرض. تعانقها . وكأنها عقدت معها عهدا على الإيقاع بي في براثن الخوف . 

بدا لي حينها أن شيئًا ما يدنو مني بسرعة . 

يا ألهي أنه يجرفني معه .

لا أكاد أرى شيئا .

بدأت أتلو بعض الآيات القرآنية الكريمة التي كنت احفظها . 

أفقت  بعدها فإذا بي على سرير الشفاء  ومن حولي يحمد الله على سلامتي وأن الإعصار مضى على خير وقد نجوت بقدرة الله تعالى من موت محقق . 

بقلمي 

ارتجالي الان دون تدقيق

اكرام التميمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق