صباح جميل مبتلّ بحبات المطر التي نزلت لتسقي
قلوباً من بعد ظمأ ..و لتعانق الأرض من بعد طول
انتظار ..بعد أن تشقّق أديمها ..و ها هي البركات تتنزّل
من السماء .. و تنثر الأرض عطرها في " الشتوة "
الأولى ..مبشّرة بموسم خير و عطاء ..
تتنزل حبات المطر فتغسل الأشجار و تسقيها .. و
تبعث السكينة في النفوس .. فالماء حياة
و ما أجمل الطبيعة حينما تتعانق الأرض بخير
السماء ..و حينما تشرب الورود و النباتات ماء
طهوراً مباركاً ..
في هذا الصباح ..نظرت من نافذتي لأرى
أسراب العصافير ..و لأستمع لذاك العصفور الذي
بدا سعيداً .. فرحاناً جِذِلاً .. يشدو و هو يغتسل
بحبات المطر ..يعلن فرحه و ينفث ريشه ..و هو
يسبح بحمد خالقه ..و هو ليس مشمولاً بضمان
اجتماعي ..و ليس لديه مستودعات غذاء ..
ليضمن غده و مستقبله .. و إنما هو يعلم أن
الرزاق كريم .. فلا ييأس و لا يتشكّى ! و إنما
رزقه على خالقه ..يوماً بيوم ..!
لعل هذا العصفور الصغير ..جاء ليعلمني
درساً ..أن مَنْ توكّل على الله فهو حسبه .. و أن
الرزق على ربّ العباد ..و أن الفرح و السعادة
ليست بالكثير… !! فها هو يشدو و يتنقّل من غصن
لغصن على أشجار البستان .. كما لو أنها له ..
و زرعت من أجله ..! فما أجدرنا أن نصنع
سعادتنا .. و صباحكم ..غيث و غَوْث
احمد المثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق