مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022

العفة بقلم علاء العتابي

العفة….

يتَعَقَّبَها بعينيه كعقاب قانص تَعَقَّبَه عيناه قنص فريسته.
وسط زحمة السوق لم يترك لها من طريق نجاة تجدو إليه.
من محل إلى أخر ، دكان فشارع ، ناصيته عالية زقاق زاوية !
كمن لها حتى إذا أقبلت ودنت طريق خروجها ؛ صدت عينيها عن نظرات طريدها! 
فلم يبقى لكمينه من شيء إلا إن يظفر بها! أصطدمت به ؛ فوقعت أرضا!

مسك باطن كفيها ؛ اوجس منهن خيفة بقدر خشونة اخاديدها!
قالت هذه تجاعيد تعب وجه آبي؛ طالما تعب لأجلي فحملت همه بين طيات يدي!

ارام خلع حجابها ؛ سحب بأصابعه عقال كوفي الملمس
صعق من تقاطع مربعات نقشاته كأنهن قضبان سجان!
قالت: هذا شرف خالي وعمي الذي يلازمني ؛ اصونه مهمًا حيت!

مسك أيمن معصمها ؛ عصرته نبضات عروق دم أوردتها!
قالت: هذا دم أخي يجري بشرياني منذُ إن ارضعتني امي حليب طاهر المرضع!

شق جيدها ؛ عمى بصره قلادة اسم الله مابين عنقها 
قالت: الله حصني ودينه ملاذي الأمن.

وقع مدحورا بكف يدها الأيسر على وجهه اوقعت ضربتها وقر أذنيه اليمني واليسرى.
ركضت عن مكان بعيد ؛ نبهان صيحات عقله تصدع في إرجاء السوق : يا أرض اطمري من عاق بك 
 امي شرفي … أختي عرضي …. أبي كياني …. عمي سلاحي …. أخي وطني.

علاء العتابي 
الولايات المتحدة الاميركية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق