زجاجُ نوافذنا
يذْرفُ الدمع عن غيمةٍ في السماء
و ألمح وجهك يا أنا!
فوق عاصفةٍ من بعيد..
أيُّها البرد..
مازلتُ أنظرُ عبر الزجاج، وعبر الطريقِ و عبر جميع المسافات
- إن شئت -
خلف البراكين والبحر..
خلف الدليل المسافر للعين
يخطفه البرق والرعشات..
أيها البردُ
عند انفتاح النوافذ نحو الندى والهدير..
أُصلّي.. بهذا التراشق بين المصابيح والظلمات..
وبين المبعثر والمترادف..
ألمحُ وجهك مكتفياً بابتسامته المتدلية..
الآن يبتسم البرد عنكَ
وينهمر الماء بين الضلوع..
وتلتفت الحُجُراتُ البئيسة
عن دهشةِ المتسلّل عبر السيول
أقوم لاستقبلَ الريح عنك!
هذا المسافرُ بالريش
والمتحيّنُ للكبرياء..
أمرّغُ وجهي بأنسامِ وجهك..
وهو يُذرِّي الترابٓ على الشرفات
ويمضغ في السرّ بعضَ الغناء
زجاجُ نوافذنا..
يُبْرِقُ النورَ عن نجمةٍ في السماء
فأترك وجهي يطلّ
وأرحلُ..
دون خيالك.. دون وجومك
دون جمالك.. دون ظنونك
دون الوسادة والحلم..
ثم أعود لعشٍ يفرّخ ألف انتظار لعينيك..
لا شيءَ مثل عيونك
يكتشفُ السر عبر عيوني..
ولا شيءَ مثلي يفكّرُ فيك!
ويكتشفُ الظلمات..
ولا شيء مثل النوافذ يرسم وجهك حين أطلّ
وأسأل.. أحلم.. هل تظهر الآن؟
قد يكتفي العمرُ بالشرفات..
وقد أتحلّى
بتعديل بعضٍ من الاختلال على وجه مرآتنا الباردة..
ونوافذنا وهي تفرِّقُ بيني وبين عيونك...
و هي..
تبلل وجهي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق