مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الخميس، 3 نوفمبر 2022

وتدور الدوائر بقلم محمود زكي علي

وتدور الدوائر....!! : قصة شيقة وجميلة

بقلم : م/ محمود زكى على

أرجو أن تنال إعجابكم

                      الفصل الأول: أمر تفتيش

كان هناك مهندس يدعى (سالم) يعيش في منطقة شعبية ....وكان يعمل مهندسا بإحدى شركات المقاولات ..ولكنه كان في حاله ...لا يختلط بالبشر إلا بقدر ما تحتاجه ظروف الحياة ...وخصوصا وقد توفيت زوجته عنه منذ عامين ...

ولكن ....من قال أن من يريد أن يعيش في حاله يترك لحاله....؟!!

ها هو ذا باب شقته يطرق بعنف في أحد الأيام فنهض في سرعة ليرى من يطرق الباب بهذا الأسلوب العنيف ...!!

وعندما فتح الباب وجد ضابطا ومعه مجموعة من الجنود ...!!

سأله الضابط:
- هل أنت المهندس ( سالم إبراهيم عبد الله)؟

أجابه (سالم) قائلا:
- نعم ..إنني هو...ماذا تريد أيها الضابط؟ 

أجابه الضابط:
- لدى أمر بتفتيش شقتك..

قال (سالم ) في دهشة:
- شقتي أنا...لماذا؟

أجابه الضابط في صرامة:
- وصلنا بلاغ من مجهول أنك تخبئ بعض المواد المخدرة في شقتك..

قال له (سالم) :
- تفضل يا حضرة الضابط...الشقة كلها أمامك...إنه حتما بلاغ كاذب...فتشها كما يحلو لك...

أشار الضابط لجنوده لينفذوا أمر التفتيش..

وبينما كان الجنود يفتشون الشقة بحثا عن أي مواد مخدرة أخذ سالم يفكر في دهشة...

ما الأمر...؟

ما هذا الذي يحدث ؟

سأله الضابط:
- هل تعيش بمفردك يا سيد (سالم)؟

أجابه (سالم) :
- نعم....لقد توفيت زوجتي منذ عامين...ومنذ ذلك الحين وأنا أعيش بمفردي..

وفجأة...خرج أحد الجنود وهو يحمل حقيبة سوداء كبيرة من غرفة نوم (سالم ) وقال:
- لقد وجدنا هذه الحقيبة يا سيادة الرائد...

أمرهم الرائد (محمد) يفتح الحقيبة على الفور..

فإذا بالحقيبة كميات كثيرة من المواد المخدرة ...!!

وعندئذ أشار الرائد إلى جنوده قائلا :
- ألقوا القبض على هذا الرجل...

هنا صاح (سالم) في ذهول :
- لماذا أيها الضابط...؟ هذه ليست حقيبتي...ولست أعلم عنها شيئا...صدقني..

لم يجبه الرائد...

لقد أمسكه الجنود بمنتهى العنف ووضعوا القيود المعدنية في يديه ..

دارت أفكار كثيرة في ذهن (سالم) في هذه اللحظة..

إنها ليست حقيبته....

ولا يعرف من وضعها في شقته...

ولكنه يعلم القانون جيدا..

ما دام الضابط وجنوده قد رصدوا وجود الحقيبة فهذا يعني أنه سيدان بتهمة الاتجار في المواد المخدرة وستكون العقوبة مؤبد

وبينما هو معهم في السيارة أخذ يتساءل :
- ترى من وضع له هذه الحقيبة؟ ولماذا؟

وأقسم في داخله أن ينتقم من الذي فعل به ذلك بمنتهى العنف لو أتيحت له الفرصة ...!!
ولكن من فعل به هذا؟!!
من؟!!
من؟!!

***

((أنا))

هتف المعلم (فؤاد راضى) بالكلمة لرجله الأول وذراعه اليمنى (سمير كامل) ثم أردف قائلا:
- أنا الذي خططت لكل هذا...بعثت أحد رجالي ودس هذه الحقيبة في غرفة نومه...

سأله (سمير) في دهشة:
- لماذا أيها الزعيم؟ إنه رجل في حاله....ولم يضر بمصالحنا أبدا.

أجابه المعلم (فؤاد):
- يبدو أنك لا تفهم الأمور جيدا يا سمير..

سأله (سمير):
- أي أمور تلك التي لم أفهمها يا زعيمي؟

أجابه (فؤاد):
- إنني أشك منذ فترة أن هذا الرجل ضابطا في الشرطة متنكرا في هيئة مواطن مسالم...ودائما في عملي لابد أن أقتل الشك باليقين...!!

سأله (سمير):
- وماذا لو كنت مخطئا يا زعيمي؟

أجابه (فؤاد):
- عندها نكون قد ارتكبنا خطئا كبيرا يا سمير....خطئا لا يمكن إصلاحه...
على الإطلاق !!

صدقت يا معلم فؤاد...
هذا الخطأ لن يمكنك إصلاحه..
على الإطلاق...!!

***
                        الفصل الثاني: هروب

((لقد وضعوه في السجن يا زعيمي...!!))

هتف (سمير) بالعبارة وهو يندفع في سرعة إلى زعيمه الذي انعقد حاجباه في شده وقال:
- ((سجنوه...؟!!))

أجابه (سمير):
- نعم ...لقد سجنوه حتى موعد المحاكمة..ماذا سنفعل الآن يا زعيمي؟

قال المعلم (فؤاد راضى):
- يبدو أننا أخطأنا يا سمير ...

قال (سمير) :
- نعم...ولكن لي رأى إن تسمع..

قال له (فؤاد):
- قل ما عندك يا رجل..

قال (سمير) :
- ما رأيك لو قمنا بتهريبه قبل موعد المحاكمة...أنت تعرف أن لنا رجل داخل السجن...وسوف يساعدنا في خطة هروبه لو سمحت لنا بذلك يا زعيمي..

انعقد حاجبا (فؤاد) في شدة...وأخذ يفكر قليلا ثم سأل رجله الأول:
- وماذا بعد أن نقوم بتهريبه من السجن؟

قال له (سمير):
- سوف يختبئ ويبحث له عن مأوى...سوف يكون مطاردا من الشرطة...ولن يكون هناك خطرا منه

قال له (فؤاد):
- فكرة جيدة يا سمير ...نفذ خطتك على الفور..

اندفع (سمير) لينفذ خطته ويتصل برجلهم الذي بالسجن ...

 ولكنه لم يكن يدرى أن نجاح خطة الهروب هذه- إذا نجحت

 ستقلب الأمور كلها رأسا على عقب...

وبمنتهى العنف..!!

***
  
كان (سالم ) جالسا في زنزانته عندما مال أحد المساجين نحوه وهمس في أذنه قائلا:
- يبدو أن بعض الناس بالخارج يهمهم أمرك …فوضعوا خطة لفرارك…

سأله (سالم) في دهشة:
- فراري؟

قال له السجين:
- نعم...فرارك....هل لديك أيه موانع؟..إنك مدان ...وسوف يتم الحكم عليك بالمؤبد بتهمة الاتجار في المخدرات...هل لديك القدرة لتتحمل هذه العقوبة؟

أجابه (سالم) في سرعة:
- لا...لا يمكنني التحمل...لا استطيع...إنني برئ...اقسم بذلك...

سأله السجين:
- هل لديك دليل على ذلك؟

قال( سالم) :
- لا...ولكن...

قاطعه السجين:
- ولكن ماذا؟...إنها خطة محكمة ستساعدك على الفرار من السجن...

وأخذ السجين يشرح الخطة ل(سالم ) ..

ووافق ( سالم) على تنفيذ الخطة على الفور..

ونجحت خطة الفرار..!!

وأصبح (سالم ) خارج السجن.. ولكنه أصبح خارجا على القانون...!!

ولكن مع اختلاف بسيط...

فالمهندس (سالم) الذي هرب من السجن ليس هو ذلك الشخص المسالم الذي دخله...!!

لقد أصبح شخصا آخر...!!

وبدلا من أن يختبئ...قرر (سالم) البحث عن المجرم الذي فعل به ذلك...

لقد آن الأوان للمجرم الحقيقي أن يرتجف ويخاف..

لقد هرب سالم من سجنه..

وبدأ الانتقام الحقيقي...

وبمنتهى العنف...!!

***
( لقد نجحت الخطة يا معلم (فؤاد) وتم تهريب (سالم) من السجن)

هتف (سمير ) بالعبارة في حماس شديد...إلا أن المعلم (فؤاد) استقبل الخبر في برود شديد وسأله:
- وأين هو الآن يا (سمير) ؟

أجابه (سمير) في سرعة:
- لا ادري يا زعيمي...

صرخ (فؤاد) في وجهه:
- لا تدرى..؟!! كيف؟!! المفروض أن ترسل من يراقبه لحين حفظ القضية وانتهاؤها..

قال له (سمير):
- ولما القلق يا زعيمي؟ إن هذا الشاب لا يمثل أي خطر علينا.... فلما تريدنا أن نبحث عنه ونعرف أين يختبئ؟

قال له (فؤاد) :
- يبدو أنك بالفعل ما زلت تجهل الكثير يا سمير ...هذا الرجل الذي نجحت في تهريبه لن يظل مختبئا للأبد..سيبحث بشراسة عن الرجل الذي وضع له الحقيبة المليئة بالمواد المخدرة في شقته...وبالتالي سيحاول الوصول إلى صاحب هذه المواد المخدرة.... هل فهمت؟

قال له (سمير) :
- نعم يا زعيمي ...فهمت

هنا قال له المعلم (فؤاد) :
- عظيم...أرسل إذن رجالنا للبحث عنه...وعندما تعرفون أين يختبئ..عليكم بمراقبته لحظة بلحظة..هل فهمت؟

أومأ (سمير) برأسه إيجابا بالفهم ثم اندفع خارج المكان ..

في حين جلس المعلم (فؤاد) بمكتبه وسؤال واحد يشغل باله
أين اختفى (سالم ) بعدما نجح في تهريبه من السجن؟
أين؟!!
أين؟!!

***

                   الفصل الثالث: أول خيط
 

(لقد اختبأ في غرفة فندق في منتصف البلد يا سيادة الرائد)

هتف أمين الشرطة (سعيد) بالعبارة للرائد (محمد) ثم قال له :
- لقد نفذنا تعليماتك حرفيا يا سيدي..ففور معرفتنا بوجود محاولة لتهريب (سالم ) فتم مراقبة عملية الهروب منذ بدايتها وأمرنا الجميع بعدم الاهتمام وتتبعناه حتى رصدنا تواجده...ونحن في انتظار تعليماتك يا سيادة الرائد.

تراجع الرائد (محمد ) للخلف وانطلق بأفكاره..

فمنذ وصول البلاغ الخاص بالمهندس (سالم) وهو يشعر من داخله أنه برئ..

لقد قام بعمل تحريات شاملة عنه..

إنه يعمل مهندسا بإحدى شركات المقاولات...وعلاقاته محدودة...ولم ترد منه ولو مخالفة واحدة سواء في عمله أو في نطاق 

المنطقة التي يسكن بها...

لقد شعر الرائد (محمد) أنه مسئولا بنفسه عن إثبات براءة هذا الرجل..

ولكن كيف؟

وفور وصول معلومة غير كاملة بأنه ستكون هناك محاولة لتهريب ذلك الرجل عندها أحس أن هذا هو طرف الخيط الذي

 يجب أن يمسك به..

بشرط ألا يهرب سالم بعيدا عن نظره...

وتساءل الرائد....

من المسئول عن خطة الفرار هذه؟

ولماذا يهتم بذلك؟

هل هو شعور بالذنب؟

يجب أن يستفيد الرائد من هذه الحالة..

ولكن كيف؟!!

كيف ؟!!

( ماذا سنفعل الآن يا سيدي؟)

قطع (سعد) خيط الأفكار بسؤاله للرائد فقال له:
- قل لي يا (سعد) ...هل تعتقد أن لدينا بالسجن من يعمل مع المجرم الذي دس هذه المواد المخدرة في شقة المهندس سالم؟

أجابه (سعد) :
- يمكننا البحث عن هذا الأمر ...فالأمر بسيط..لم يكن مع (سالم) في زنزانته سوى أربعة مساجين...يمكننا استجوابهم لمعرفة من منهم ساعد (سالم) في خطة الهروب

نهض الرائد (محمد) وقال في قوة:
- لا بأس...سأقوم باستجوابهم بنفسي...هذا هو الخيط الوحيد الذي نملكه...

وتحرك الرائد وأمين الشرطة نحو السجن ...

ترى هل ينجح الرائد في إمساك أول خيوط الجريمة؟

هل؟!!

هل؟!!

***
(لم نعثر له على أدني أثر يا زعيمي..))

هتف (سمير ) بالعبارة في وجه المعلم (فؤاد) الذي احتقن وجهه وصرخ قائلا:
- لم تعثروا عليه؟...كيف؟ انه رجل عادى .لا يمكن أن يختبئ دون أدنى أثر...!!

قال (سمير) :
- لقد بحثنا عنه في كل مكان يا زعيمي...يبدو أن هذا الرجل يتمتع بذكاء وحذر لا بأس به .ولكن لم الخوف والقلق؟

تنهد (فؤاد) في قوة ثم قال :
- يبدو أننا أخطأنا في تهريبه يا (سمير) ..فهو لم يعد لشقته...ولم يعثر رجالنا له على اثر ...ربما يحاول الوصول إلينا.

قال له (سمير) :
- لن يجد أي خيط يصل به إلينا..

قال له (فؤاد) :
- يبدو أنك تحتاج إلى درس قاسى يا سمير..آلا تدرك أنك تعرض مصالحنا للخطر لمجرد أن هذا الرجل أصبح حرا طليقا...وبمجرد توصله للحقيقة فهذا يعنى نهايتنا..

قال له (سمير) :
- لن يصل لشئ يا زعيمي...الرجل الذي وضع له الحقيبة في منزله يسكن في منطقة بعيدة وهو بالطبع لا يعرفه ..

قال له (فؤاد) :
- ما يحيرني الآن هو موقف (سالم) ...ترى ماذا سيفعل عندما لا يجد أي خيط ليصل به إلينا؟
أظنه سيزداد وحشية وجنونا خاصة وهو مطارد من رجال الشرطة...!!

نعم يا معلم فؤاد..

إن ما فعلته مع سالم سيجعله يزداد وحشية وجنونا..!!

إلى أقصى حد..!!!

***

دخل الرائد (محمد) السجن الذي به المساجين الأربعة وبرفقته ثلاثة رجال أشداء ونظر في وجوه السجناء في قوة وقال لهم :
- انتم تعرفون أن السجين (سالم) قد نجح في الفرار من هنا...وهذه تعد حالة الفرار الأولى التي تحدث هنا منذ أن توليت المسئولية هنا...ومن المؤكد أن ذلك تم بمساعدة من أحدكم...ولتعلموا أن صبري قد بدأ ينفد...سوف أسألكم مرة واحدة...من منكم ساعد ذلك المجرم في خطة الفرار من هنا؟

صمت المساجين الأربعة( شوقي) و(سلمان) و(فتوح) و(جابر) ..

هنا قال الرائد في قوة :
- هكذا إذن؟.....اعلموا أنكم من اخترتم الصمت...

وقام الرائد بالنداء على جنوده وقال لهم:
- أخرجوا كل المساجين خارج الزنزانة واتركوا لي (فتوح).... سوف أبدأ به..!!

اندفع المساجين للخارج وأغلق الرائد باب الزنزانة والتفت إلى (فتوح ) وسأله:
- من وضع خطة هروب (سالم) يا (فتوح)؟

أجابه (فتوح) في خوف:
- لا أعرف يا حضرة الضابط..

أشار الرائد (محمد) إلى الرجال الثلاثة فانقضوا في قوة يلكمونه ويضربونه في شراسة والرائد يسأل في قوة:
- من وضع خطة الفرار يا (فتوح)...إننا لن نتوقف حتى نعرف...

بدا من الواضح أن اختيار الضابط كان في صحيحا..وفى محلة

لقد أشار فتوح بيده للرجال الثلاثة أن يكفوا عن الضرب وقال في خوف:
- سوف أعترف....سوف أقول لكم الحقيقة...إنه (سمير).....(سمير كامل) الذراع الأيمن للمعلم (فؤاد راضى) ...صدقوني.

قال له الرائد (محمد) :
- هل تعلم ما الذي يمكن أن يحدث لك إذا كنت تكذب؟

قال (فتوح) في خوف:
- لا يا حضرة الضابط...أنا لا اكذب...إنني أقول لكم الحقيقة.

بدا من الواضح أن (فتوح) يقول الحقيقة..

ويبدو أن الرائد قد أمسك في يده أول خيوط الجريمة وحد هدفه التالي..

(سمير كامل)

وهذا يكفى...

ويزيد...!!

***

               الفصل الرابع: المواجهة

بينما كان (سالم) يجلس في غرفته الصغيرة في ذلك الفندق فوجئ بمن يطرق الباب فأسرع يمسك سكينا حادا ووقف بجوار الباب وسأل:
- من الطارق

أتاه صوت أحد العاملين بالفندق وهو يقول:
- رسالة للسيد (سالم إبراهيم عبد الله)

فتح (سالم) الباب واختطف الرسالة من العامل وأغلق الباب في سرعة أدهشت العامل..

أما (سالم) فقد فتح الخطاب في سرعة وهو يتساءل:
- ترى من سيرسل لي هذه الرسالة...؟ فأنا لم اخبر أحدا بعد بعنواني...

قرأ (سالم) الرسالة في سرعة ....بعدها ازدادت عينيه بريقا ولمعانا

فقد كانت الرسالة تقول:

- (إذا كنت تبحث عن دليل براءتك فإنه عند (سمير كامل)

  واليك عنوانه بالتفصيل...... ))

  وسوف تجد مع الرسالة نسخه من مفتاح شقة (سمير)
                                                                                       المرسل:
                                                                                         صديق

وعلى الرغم أن هذا الأمر بدا ل (سالم ) أشبه بفخ جديد إلا أن لهفته لكشف ما يحدث والحصول على دليل براءة كانت تغطى على كل شيء...

لذا فقد أسرع يرتدى ملابسه وأخفي مطواته داخل ملابسه ..

وعندما خرج من الغرفة رفع ياقة قميصه وارتدى طاقية اخفت معظم ملامحه وخرج من الفندق وركب سيارة أجرة حتى وصل إلى العنوان المذكور في تلك الرسالة المرسلة من ذلك الصديق....الذي لا يعرفه..!!

ومن بعيد كان الضابط (محمد) يراقب الموقف..

لقد ساعد (سالم) مرتان

الأولى بتجاهله لحالة الهروب....

والثانية بمساعدته في الحصول على مفتاح شقة المدعو (سمير كامل)..

كل هذا بدافع من إحساسه أن (سالم) بريء مما نسب إليه...

أما (سالم) عندما صعد درجات السلم إلى تلك الشقة لم يكن يدرى أن تلك المواجهة ستكون من أهم وأخطر ما يواجهه في هذه القضية...!!
على الإطلاق...!!

***

انتفض جسد (سمير كامل) في شدة عندما لامس نصل حاد بارد عنقه ففتح عينيه واتسعتا في خوف ورعب وكأنه رأي شبحا...
نعم..... إنه شبح الموت يا (سمير) يلتف حولك ليقبض روحك المذنبة...!!

وفى لهجة جمدت الدماء في عروق (سمير) قال له (سالم) :
- لماذا وضعتم حقيبة المخدرات داخل شقتي أيها الوغد؟

أجابه (سمير) في خوف :
- ليس انأ يا (سالم) ...اقسم لك...ليس أنا

سأله ( سالم ) في قوة:
- قل لي إذن أيها الوغد .... لماذا أعددت لي خطة فرار من السجن؟

أجابه (سمير) في رعب:
- إنه المعلم (فؤاد راضى) ...إنه لم يكن يقصد ما فعل...كان يظن أنك تعمل مع الشرطة...وعند اكتشاف خطأه أمر بتهريبك من السجن...

ابتسم (سالم) قائلا:
- بهذه البساطة...أما مسجونا أو مطاردا....يا لكرمكم البالغ...هل اصفق أم أرقص طربا ؟...ألم تدركوا أنكم بتهريبي أصبحت خارجا على القانون وأنا برئ...لقد أضعتم كرامتي وسط الناس وهم يرددون أنني مهرب مخدرات..!!

قال (سمير) في خوف:
- سوف أفعل كل ما تريد

قال له (سالم) :
- ستكتب اعترافا بأنك وضعت لي حقيبة المخدرات في شقتي..وستوقع عليه وتأتى معي إلى الشرطة ...وإلا فالموت سيكون مصيرك

ومع تلك اللهجة أدرك (سمير) فعلا ما كان يقصده زعيمه...

لقد تحول المهندس المسالم إلى وحش.....

لذا فقد أسرع يكتب اعترافا كاملا بكل ما قاله ووقع عليه...

اختطف (سالم) الورقة في قوة ثم قال:
- ستنهض معي الآن أيها الوغد إلى قسم الشرطة لتنال جزاءك...هيا 

وهنا اقتحم الرائد (محمد) المكان ومعه قوة من الشرطة وقال :
- لا حاجة لك بالذهاب يا (سالم) ...فقد تم تسجيل كل كلمة قالها ذلك المجرم بإذن من النيابة.

نظر (سالم) إلى الرائد في دهشة وسأله:
- إذن فقد كنتم تعلمون كل شيء من البداية؟!!

قال له الرائد:
- مهمتنا يا (سالم) هو تحقيق العدالة...قد تتأخر قليلا...ولكنها في النهاية تنتصر...لقد شعرت بصدقك منذ البداية...وها نحن معا نحصل على دليل براءتك.

قال له ( سالم):
- ولكن رأس الأفعى ما زال قائما يبث سمومه ...؟!!

قال له الرائد (محمد) :
- لن يطول هذا الأمر...سوف نقطع رأس الأفعى بمساعدة هذا الوغد...أليس كذلك يا (سمير) ؟

قال (سمير) :
- سوف أخبركم بكل شيء..كل شيء..

وأدلى (سمير) باعترافات جديدة...

وقريبا سوف يسقط رأس الأفعى..

المعلم (فؤاد راضى)..!!

شخصيا!!

***
              الفصل الخامس: الختام

((ألقوا القبض على (سمير)....مستحيل!!))

هتف المعلم (فؤاد راضى ) بالعبارة بعد تلقيه الخبر الرهيب من أحد أعوانه ..

أخذ يدور في مكتبه مثل الأسد الحبيس وهو يفكر في الخطوة التالية..

لابد من القضاء على (سمير كامل) ... ذراعه اليمنى

إنه يعلم الكثير جدا...!!

لذا فقد قرر إعداد خطة سريعة للتخلص من (سمير) في السجن...قبل المحاكمة..!!

ولكن يبدو أنه تأخر قليلا في هذا القرار..

فقد سمع طرقات عنيفة على مكتبة ...

وكأن المشهد الأول يعاد ولكن في الاتجاه الصحيح...!!

ولما فتح الباب فوجئ بالرائد (محمد) ومعه قوة من الشرطة تقتحم المكان...!!

وفى صوت قوى قال الرائد (محمد) :
- إنني القى القبض عليك يا معلم (فؤاد)...!!

سأله (فؤاد) :
- بأي تهمة يا حضرة الضابط؟!!

أجابه الرائد (محمد) :
- بتهمة حيازة مواد مخدرة في مكتبك...وقبل أن تتسرع وتنكر يجب أن أخبرك أن ذراعك اليمنى (سمير ) قد اعترف لنا بكل شيء عنكم ويتم حاليا إلقاء القبض على شبكتك كاملة في هذه اللحظة...وبسقوطك سينتهي الأمر كله...

ثم أمر الضابط جنوده بالبحث في المكان...

قام الجنود برفع السجادة الرئيسية عن الأرض وبدا واضحا أسفلها وجود غطاء صغير ..

وما أن رفعه الضابط (محمد) حتى وجد سردابا أسفل المكتب ..

وما أن هبط الرائد وجنوده لاستطلاع المكان حتى وجدوا كميات هائلة من المواد المخدرة...!!

وعندئذ انهار المعلم فؤاد ...

تماما..!!

وبدا من الواضح أن هذه نهاية المعلم (فؤاد راضى) وشبكته ...!!

وإلى الابد..!!

***

((حكمت المحكمة ببراءة المهندس( سالم إبراهيم عبد الله) من التهم المنسوبة إليه مع صرف تعويض قيمته مائة ألف جنيه ردا لشرفه وكرامته))

((حكمت المحكمة على كل من المعلم (فؤاد راضى ) و(سمير كامل) بالأشغال الشاقة المؤبدة))

وما أن سمع المهندس (سالم ) حكم البراءة حتى تهللت أساريره وتذكر الحكمة التي تقول :

(( على الباغي دائما تدور الدوائر))...!

***

تمت بحمد الله...

أتمنى أن تنال القصة إعجابكم

في انتظار أرائكم وتعليقاتكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق