خواطر سليمان ... ١١٤١
"وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ "
الشورى ٢٥
إذا صدقت الله فعلا وأعلنت توبتك ، إذن فكن صادقا في هذا الادعاء ...
نعم ... كن صادقا فالله يحب الصادقين ،
ولا تكون توبتك لغواً أو إنتهاء لموقف عابر وأعلنتها ثم تعود إلى معصيتك مجددا ...
واعلم أن إدعاءك التوبة ، أصعب من أن تبني قصرا ثم تخربه بيدك ، أو كمن نقضت غزلها من بعد أن أتمت ...
لأن التوبة هي أهون من كل الادعاءات ، لأنك تبني نفس خربة طال فيها الخراب طويلا وعشش في عناكبها المعاصي ، واحتوت جحورها كل حشرات الشهوات النتنة ، فصارت وكأنها كهف لم يخلق إلا لجمع كل مواطن الفساد من كثرة ما أوى من ذنوب ومفاسد ...
ياعزيزي أعلم انه إذا اتسخت قدمك فلن ينفعك أن تغسل يديك عشرات المرات ، ولن يغني عنك احد قام بغسل قدمه هو وتركك على مافيك من اتساخ...
فقلبك النابض بداخلك هو الذي يحتاج أن تنقيه وتجعله خالصا لله رب العالمين ، فهو المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسد فسد الجسد كله ...
ابتهل إلى الله وادعوه أن يغسلك من خطاياك بالماء والثلج والبرد، وأن ينقى قلبك كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأن يباعد بينك وبين خطاياك كما باعد بين المشرق والمغرب ....
سليمان النادي
٢٠٢٢/١١/٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق