مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 27 نوفمبر 2022

"لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازلُ بقلم محمد حمد

ثلاثةُ بيوت سكنتني دون مقابل !

محمد حمد 

"لكِ يا منازلُ في القلوبِ منازلُ".  

- البصرة: 
معصوب العينين 
يتسكّع قلبي في قلب العشار  
وحواليهِ ببضعةِ أمتار 
وانا اتهجّى لغة الحبّ العذريّ
بين "المشراق" وشارع بشّار 
بلاعنوان 
وبلا دفتر خدمة "عسكريّة"
اذرف شعراً مكبوتاً
(غزليّا على ما اذكر) 
من أحداقِِ جفّفها الحرمان
وكالمخمور 
اراوح وحدي في وحدة ذاتي: 
سجن مترامي الأطراف
فيهِ انصهرتْ احلامي فوق حديد القضبان !

- الذاكرة: 
اطلال لا تخفيها عن عينيّ سوى أطلال 
حديثة العهد 
اتقرّب منها حذِراً
تغرب عن وجهي عابسة الوجه 
تلوك عتابا مرّاً
ممزوجا بنعيق الغربان  
تسالني عن شبح يشبهني    
يتراى 
ك 'الطنطل" بين خرائب اهلي 
وصرائف بعض الجيران
انكرتُ
واقسمتُ لها بالقرآن !

 - المنفى: 
حلم من قسِِّ يسكنه فقراء الغرباء  
في ليلِِ
"كموجِ البحرِ ارخى سدوله"
على الجميع ! 
وما الأصباح منه بأمثلي
ياهذا...
با جسدا يمشي بالمقلوب 
بين دروبِِ ودروب
عمرك يمضي قدماً إلى الوراء ! 
مخترقا حاجز الصمت
تنخره الأعباء 
وصوتك يتناثر "شذز مذر" فوق بلاطات الشارع 
ويعود إلى شفتيك بلا اصداء..

(العشّار والمشراق وشارع بشار بن برد، من المناطق المشهورة في مدينة البصرة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق