مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأربعاء، 21 ديسمبر 2022

و ماذا بعد رحيلك بقلم جاسم محمد الدوري

 وماذا بعد رحيلك.....؟

              

                      جاسم محمد الدوري 


يا أبتي

ماذا بعد رحيلك.......غير

وطن يغتال ضحكته الغرباء

وشعب يقتله الجوع

تفتك فيه الويلات

من كل الانحاء

وماذا بعد....؟ 

اطفال ما اكثرهم

يتسولون الطرقات

وجمع نساء 

يبحثن عن جثث

عفنت رؤوسها الطعنات

ويولولن بالنحيب والبكاء

وبعد كل هذا البلاء

الصعاليك هم يحكمون البلاد

هم اصبحوا

لغير اهلك العملاء

يتبجحون بأنهم

من حرر البلاد والعباد منك

بلا خجل أو حياء

ونحن تطاردنا

بالغدر رصاصاتهم

صباح..... مساء

الكل هنا فيك نيام

اصبحنا لا محل لنا

في هذا المقام

والكل يهددنا بالأنتقام

ليس لأننا لم نكن هنا

ذات يوم من الأيام

بل لأننا نجهر بالحق

حتى ولو على أعناقنا

ولا نقول كما يشاع

هذا فراق بيننا

بل نقول الحق

هذا حلال وهذا حرام

وكلنا تجرفنا الريح

ولا مفر منها

أعرف أنك ربما تعاتبني

لكن لا بأس

فالغد آت

حتى ولو بعد عام

فبعد كل عسر يسر

وإن طال الوقت او قصر

فأنا بعد ستون ربيعا

ما زلت امتطي صهوة الجوع

وأقارع الخوف بقلب ندي

ويسكن الحزن دواخلي

ورغم هذا

ما زلت حيا

ولي في الغد امل

ويسكن قلبي حب الأوطان

آه يا ابتي

لو تعرف ما حل بنا

بعد رحيلك

شردتنا المنافي

ولا احدا من اخوتك

يسأل عنا

ونحن تأكلنا دوائر الغربة

اصبحنا بلا أمان

وبعد كل هذا

ما زلنا نلعق جراحنا

وتخدعنا الأكاذيب

وتخلعنا الذكرى من قاموسها

وتستحم بدمنا المرآق

فنحن هنا في العراق

اشباح امنيات

تتلاشى بمواعيد كاذبة

ولا شيء هنا باق

لقد فاض الوقت بنا

وراح يلفضنا تباعا

ويلفنا الساق بالساق

يا أبتي... 

أما تعود إلينا

وتلملم بقايا وجودنا

فشبح الموت 

ما زال يطاردنا

وتحملنا بين ثناياها الأكفان

ويهددنا جميعا بالنفي

خارج أسوار الوطن المطعون

الكل صار يساوره الشك

ويظن بنفسه الظنون

ونحن بلا حول ولا قوة

فالدم يملء مقل العيون

حتى الطيور تبكي يا أبي

من وحشة السكون

ما عاد فينا يا أبي

من هذه الأسفار

إلا بأن تعود بيننا

من قبل ان تأخذنا الأقدار

لكي نموت في سوح الوغى احرار

مثلما مات الشباب 

في متاهة السجون 

تعذيبا او أنتحار


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق