مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الخميس، 29 ديسمبر 2022

خطفَ الفؤاد بقلم شحدة خليل العالول

خطفَ الفؤاد
يا وارفَ الأشلاءِ وقعكَ قِبلةُ // وحصانُك الوثَّابُ روحٌ فرْحَةُ
قد قلتَ إني في صِراعٍ دائمٍ // ما دامَ حقِّي ضائعاً والنّسمةُ
حتى وإنْ يبسَ الطريقُ وأُقفلتْ // حولي المنافذُ والرؤى والنُّصرةُ
وجحافلُ الأذناب تعوي حولَنا // في كلِّ ذُلٍّ والدُّروبُ ظُلْمَةُ
وشراعكَ العالي يقومُ كرائدٍ // بسطَ المعالي وارتقى والثورةُ
امضي بُنيَّ فلن نهونَ بصولةٍ // فيها الخيارُ ومنكَ تعلو الهيبةُ
حتى أتى ومضرَّجاً في حُلَّةٍ // حمراءَ تُحيي فالدِّماءُ مطيَّةُ
للحقِّ يحيا في دثورٍ ترتقي // فوق المعاني فالسواري نعمةُ
فترجَّلتْ كلماتُ أُمٍ أوجعتْ // كلَّ الرِّجالِ وفي الرِّجالِ الهمَّةُ
خطفَ الفؤادَ وسارَ نحو المُنتهى // وتلألأتْ في مُقلتيَّ الدَّمْعةُ
لمَّا سرى متوشحاً طولَ النَّوى // وبريقَ ثغرٍ تعتريه البسمةُ
وأشارَ بالسَّبَّابَة الوُثقى بأني // سأعودُ حتماً تقتنيني النَّخوةُ
وأدوسُ كلَّ سوادِهمْ وغرورِهمْ // وتقومُ فيها قامتي والعِزَّةُ
مهما تعالتْ في الديارِ عُلوجُهمْ // وتسوَّرَتْ أجنادُهمْ والنِّقمَةُ
فدمي يقاتلُ والسماءُ تمدُّني // مِنْ نصرها الأخاذ تأتي النَّجدةُ
ما دمتُ أرسي في الثباتِ قضيَّتي // وتقومُ أحرارٌ وتُبنى القلعةُ
يا هامتي لا تحزني فالملتقى // في جنَّةٍ نصفو بها والصُّحبةُ
لا تنقضي أحلامُها ونقاؤها // وجمالُها ونعيمُها والروضةُ
يأتي الشهيدُ بدمِّهِ الغالي كما // قمرِ الليالي في بهاءٍ يُسكِتُ
ويزفُّهُ المَلكُ الكريمُ بفرحةٍ // عُرُسُ الرجالِ هنا تَغيبُ الحَيْرَةُ
شحدة خليل العالول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق