عذابات
طبولٌ كما الزلزالِ تعلو ورعدُ // وأثوابُ جُرْحٍ قدَّها المُسْتبِدُّ
لإرهابِ شعبٍ في الثرى مثل طَودٍ // غَنيٍّ عنِ التعريفِ في الحقِّ ندُّ
فلا يرتضي الإذلالَ نهجاً يُداوي // جِراحَاً وإنْ غارتْ ويُرضيهِ جَلْدُ
فخاضَ الغمارَ المُستقيمَ المُنادي // بأعلامِ عِزٍّ ثابتٍ لم يُهَدُّ
ومجدٍ تليدٍ كاللظى قامَ يعدو // لصدِّ العدا فالنورُ هدْيٌ وكدُّ
وإنْ صَنَّفوا جيشَ الأعادي كأعتى // جيوشِ الوغى في الأرضِ فلْيسْتَعدوا
وألقى دماراً في بلادي وظُلماً // وأباحَ العُلا وانهار أمنٌ وشَهدُ
ولونُ الدَّمِ الجاري تمادى كبحرٍ // وأرسى مراسيْ مَنْ طَواهُ المُجِدُّ
فكم مِنْ جدارٍ يسترُ الزيفَ عَدواً // فلا يَنْجَلي أصلٌ ولا يُسْتَرَدُّ
وكم مِن سلاحٍ يَستقي مِنْ سفيهٍ // يُداري المَخَازي كي يقودَ المُعَدُّ
ويغلو ببطشٍ أسودٍ قد تمطَّى // على صَدرِنا بالقهرِ والموتُ سَعدُ
ففسي ضفَّتي كم حاجِز قد تعدَّى // بقتلٍ مباحٍ مِنْ هوىً يُسْتَمَدُّ
ولا تبحثوا عنْ عُذرِ وحشٍ تعامى // بسخطٍ فلا الأسباب تُجدي ورُشْدُ
ويطيبُ للباغي الخسيسِ المُنافي // بعُنفٍ لأديانٍ بحقٍّ تَرُدُّ
حَقودٌ وجزارٌ عنيدٌ غبيٌّ // يُجافي الورى مِنْ فيضِ قبحٍ يَمِدُّ
وإنْ يُصدروا مِنْ كلِّ فجٍّ فتاوى // تُحيلُ الخنا حقًّا وثوباً يَصُدُّ!
فكم مِنْ نساءٍ ذُبِّحتْ في فتورٍ // على حاجزِ الموتِ المُقفَّى تُكَدُّ
وتبقى على أرضِ الكراماتِ تنزفْ // فتروي ثراها لا تَرى مَنْ يَحِدُّ
رجالٌ وأطفالٌ تحتسي وفي كلِّ // يومٍ شرابَ الموتِ كُرهاً فتشدو
وعصرٌ على أنظارِهمْ قد توارتْ // عذاباتُ شَعبٍ في جناحيهِ وعْدُ
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق