مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 15 يناير 2023

البرزخ بقلم علاء العتابي

 البرزخ 

أمي لم يعد لنا متسع هنا؛ جميع أخوتي قد  قدمهم قرش ذو المطرقة هدية إلى مأدبة الحيتان القاتلة!

نعم بني ! حتى بنات أختي وخالاتي وعائلات الحيد البحري صودرت مواردهم في بطون الحيتان الرمادية!

علينا المغادرة أجلًا ، حين تنام تلك الوحوش البحرية ؛ يتسنى لنا المجال لنتخذ من الليل سبيلًا نمتطي عليه ؛ عسى أن نجد ضالتنا في مكان آمن في بقعة آخرى من بقع الماء الشاسعة!

إِنِّي أَرَىٰ عائلات سمكية آخرى قادمة صوبنا ؛ لنتريث ؛ لربما عندهم بعضا من الأخبار الغير معلنة!

أَرَىٰ حالكم مثال حالنا تبحثون عن الأمان بين ازقة الكثبان الرملية تلك.

جئنا هاربين من دوريات الشرطة البحرية التي تقودها مصفحات القرش الأبيض المفترس ؛ فهي سريعة الحركه والمباغتة بين الشعب المرجانية.

جميعنا في نفس المصير الهالك لامحالة ؛ علينا أن ننسل بهدوء داخل التيارات المائية الباردة ؛ فهي كفيلة بنقلكم في دودة زمنية معينة ؛ تنقلنا من المياة الثقيلة إلى الخفيفة منها عبر هذا البرزخ!

يالهي! ماهذا 

ما الآمر! أنظر هناك ، الحيتان بجميع صفاتها وأصنافها هي من تصطاد وتأكل ؛ فلأ أمان لنا هنا ، ولا مكان لنا ننشده ؛ فقد سدت علينا الطرقات!

امي ، هنا …. هنا 

دعينا نتشبث بتلك الشباك ؛ حيتان البحار تخاف من رماح وخيوط شبكة الصياد؛ هي مأمننا الوحيد في هذا الليل الحالك.

بدأت الشباك بالصعود تمسكوا بها جيدًا 

آه . آه أمي أين أنتم ؛ لا أستطيع رؤيتكم ؛ غدوت وحيدا.

هنا الكثير من الحيتان البشرية ؛ تلتهم كل شيء!

تأخذ الماء والهواء ، تقطع الزرع قبل نباته ، تحصد الحب قبل أوانه ، تسرق الكحل قبل جفافه ، تصب تعب الرجال في كؤوس سهراتهم، تيتم سهر الليالي في حضن أمهاتها ، تجفف الحليب في زجاجاتها، تسحب صغار السمك من بين يدي اخواتهم. 

أمي ، لربما تجدين بقايا وصالي القيت في البحر ؛ فقد قدموني طبقًا نَيْء في قائمة الحيتان.


علاء العتابي 

الولايات المتحدة الاميركية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق