كل شيء في الشام يحتضر
البُنيان و الأرض و الشجر
تشتكي من وحشتها الحارات
كانت تطيب فيها الحياة
فيها حكايا يحلو بها السهر
مسلسلات بها الكل إنبهر
باب الحارة عبر الحلقات
عَرفنا من الشام أحلى صور
بيوت عتيقة أرضيتها رخام
تتوسط ساحاتها نافورات
تتدفق المياه منها بانتظام
كم تمنينا الى مدنها السفر
سمعنا عن أهله أفضل الصفات
شهامة و رجولة وإكرام
لكن هيهات ...هيهات
تحولت المشهد الى مأساة
أقفرت الشوارع من المشاة
هجرها التجار في غياب الأمان
ما عاد فيها للناس سلام
الأزقة غطاها الركام
كان فيها للحياة زخم
أسواقها بالزوار تزدحم
أقفرت و تركها الرواد
لا عاد فيها طيب الورود
غاب عنها شذى العطور
عوضتها رائحة البارود
من هنا مرَّت المدرعات
على الجدران آثار الطلقات
من هنا مر الجنود
تركوها خرابا و حفر
و بيوتا لا تصلح للسكن
هجرها أهلها و فيها خطر
على الحيطان أعدمت صور
أضاعت ذكريات العمر
الكل من الهرب تمكن
احترق الاثاث و إنصهر
غطاه التراب و الرماد
ضاع ما طمرته الأُسرْ
فقدوا الملبس و الزاد
و كل ثمين للنوائب إدُّخر
ما بقيت لذكرياتهم آثار
أعلن أهلها الحداد
غطى المكان الغبار
أصاب الخراب الديار
نكس الشجر الأغصان
غادرت العصافير المكان
هجرها الحمام من زمان
من الوصف يتألم اللسان
تدمى القلوب و تدمع العينان
لك الله يا شام الشجعان
قريبا ستنتهي منك الأحزان
يعود للوطن جماله و الأمان
يثمر الزيتون و يزهر البستان
تعود البهجة للميدان
تدق الطبول بالألحان
الكل يرقص فرحان
أطفئت للحرب نيران
و انتهى عهد الطغيان.
الشاعر الحبيب كعــــرود
تــــونــــــس 23/02/14
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق