خواطر سليمان ... ( ١٢١٤ )
"أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا "
مريم ٦٧
أشرف وأنزه وأجمل صورة ينتسب بها الإنسان إلى الله ، ليست هيئته الجسدية التي هو عليها من لحم وعظم وعضلات ، أو ملامحك وطول قامتك أو قصرك ...
إنما الانتساب الاعظم فيك هي الروح التي نفخها الله فيك ، إنها الصورة الروحية التي فيها الفكر والعاطفة وحب الإمتياز والانتماء لمعاني الشرف و الفضيلة ...
كل علوك ورفيع شأنك هو هذا المضمار الأخلاقي التي تتخذه سبيلا إلى الله ، ولو كنت بطل العالم في كمال الأجسام وجميل العضلات ، فبمجرد نوبة برد شديدة فأنت طريح الفراش ، ولا ينفعك فراعة طولك وضخامة جسمك وعضلاتك ...
ملكاتك الإنسانية تبلغ غاية كمالها ، وأنت تناسب وتتمثل كل صفات الجلال والكمال لله تعالى ، فإذا أنت رحيم ومتسامح ولا تحمل في قلبك غل لأحد لأنك تعلمت معاني الرحمة والعفو من ذات الله الذي بث فيك من روحه هذه المعاني والقيم الإنسانية ، التي هي أهم ضرورة من ضروريات أن تكون إنسان ...
سليمان النادي
٢٠٢٣/٢/١
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق