فلشَعرِها وحرايرها حرابٌ
قد بلغتهُ
ولقوافيها سهامٌ
قد أخترقن صدرَهُ ، وأحطن قلبَهُ
قبل الخبر
نسجتْ بها تويجاً إضافياً حوله
أتتْ بشغافٍ فوقَ شغافٍ
وأعتلتْ عليها تُلوِّحُ لهُ
ولا تخشى بشر
هي تنعشهُ
تذبُّ عنهُ ما يدنو من هوام
تشدُّ أزرهُ وتصدُّ عنهُ الخطر
هي ألصقُ لهُ من مئزرٍ ومن عمامةٍ
وأكثر
هو يتدثرُ بأحلامهِ بها
في عشيِّهِ وفي السحر
فدثروه من شذاها وعبيرها
ناولوه مما شبَّ في أنفاسِهِ منها
وقبل أن يندثر
لربما ينفعهُ مما يفوحُ من أعطافها
وليس مما لدى عطارٍ
ولا في طيبِ
أو عنبر
أنطبعتْ ندوبُ هواها
على محياهُ وبطنهِ وظهرهِ
وشاع أمرُهُ بين البشر
شحنَتْ أيامَه بحنينٍ ولوعة
وبقليلٍ من حديثٍ عذبٍ شاعري
مقفى ومرسل
ثريٌ بشتى الدُّرَر
منثورٌ ، موزونٌ ، حرٌ ، منظومٌ ومرتجل
وبالكثير الكثير من الأسى ومما هو أمر
***
رمى به الدهرُ إلى جوى حبٍ كبيرٍ
إلى قلب جميلةٍ
نادرةٍ بل فارقةٍ بين البشر
لا مثيل لها
كائنٌ محلقٌ في الفضاء
موطنُه المريخ أو زحل
بعيدةً ليس في متناولهُ
ليس يمكنهُ إليها طرف ولا سفر
يامن أبلغتموه الخبر
أبلغوه أيضا المستقر
أفي جنات عدْنٍ أم حيثُ يهطلُ المطر
قد عسر عليه الأمر وبات في حسرتِهِ
وشقّ عليهِ أمرُها ونفسُهُ
وحارَ ودارَ وبَسَر
يحاصرُهُ حبها صباح مساء
ويطويه غرامُها طيّ حبالٍ
على كتفِ بشر
هو هائمٌ تائهٌ في الأرض
صار وروحُهُ في سَقَر.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق