تعال… يا صديقي بقلم أحمد المثاني

تعال… يا صديقي

 لعلّهم قد رحلوا بمحض الاختيار .. أو طوتهم الأيام . لم يتبقَّ لي غيرك

يا صديقي ، تعال نكمل بقيّة الرحلة

و لعلّها بقية أيّام .. تعال صديقي ،

استند إليك و تستند إليّ .. تعال نرمي أثقالنا و نخفّف أحمالنا .. لم يعد بالوسع مقارعة الأيام ، و لا دخول معترك الزّحام ، و قد أعيانا

الزمان أن يظلّ الودّ و الحبّ متصلاً

بطهر البدايات .. و عِظَم الآمال ..

تعال صديقي نخرج من حياة لم يعد لها صفاؤها و حقيقتها .. فيكاد

كل شيء أن يتنكّر لك .. فلا الوجوه هي ذات الوجوه .. و لا القلوب هي ذات القلوب .. مجاملات و مظاهر كاذبة .. و ابتسامات مصطنعة ..و كلام ليس

فيه صدق ..

فقدت معظم الأشياء لونها و طعمها

و أصبحنا الكلّ يشكو من الكلّ ..

و الكل يتذمّر .. الغنيّ لا يعرف قناعة و يزداد جشعا .. و الفقير ما عاد يعرف صبرا .. لقد استبدّت بنا

الأشياء .. فصرنا أرقاما ، و حسابات .. و مغانم و مكاسب

و صرنا نستمدّ قيمتنا من المقتنيات

فبقدر ما نحوز و نملك .. بقدر ما

نتصدّر الصفوف الأولى ، و بقدر

ما نلقى من احترام ..

تعال صديقي نبحث عن سكينة و راحة في مكان لم تعبث به يد

الخراب و الفساد .. تعال نمارس انسانيتنا دون زيف المجاملات ..

و دون خداع المظاهر .. 

تعال نفترش الأرض ، و نأكل و نشرب من نعيم هذه الأرض ..

تعال نتحلل من كل الشعارات و المواعيد .. و بروتوكول المصانعة

لنعيش بصدق .. فلا تخشاني و لا أخشاك .. تعال أسندك و تسندني

تبوح لي و أبوح لك ..

تعال صديقي نحلم بزمن جميل

بعيدا عن هذا الصّخب

تعال صديقي .. أيها الباقي

من جوقة الأصدقاء ..

             - أحمد المثاني -