مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 2 أبريل 2023

الرّياح الملقِّحة بقلم حمدان حمّودة الوصيّف

*الرّياح الملقِّحة
تنصّ الآية من القرآن الكريم على وظيفة التلقيح لدى الرياح وتكوين المطر النتائج عن ذلك.
"وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) الحجر."
هذه الآية تؤكد أن المرحلة الأولى من تكوين المطر هي الرياح. حتى أوائل القرن 20، العلاقة الوحيدة المعروفة بين الرياح والمطر هي أن الرياح تدفع السحب. ولكن اكتشافات الأرصاد الجوية الحديثة أثبتت الدور "الملقح" للرياح في تكوين الأمطار.
يحدث هذه الوظيفة المسمِّدة للرياح على النحو التالي:
**تتكوّن على سطح المحيطات والبحار ،ما لا يحصى من فقاعات الهواء هي التي شكلتها الرغاوي. في الوقت الذي تتفجر فيه هذه الفقاعات إلى الآلاف من الجزيئات الصغيرة جدا ،( قطرها فقط واحد من المائة من الملليمتر)، ترتفع في الهواء. هذه الجسيمات ، المسمّاة "الهباءات الجوية" ، تختلط مع الغبار الذي تحمله الرياح ، وتنقلها هذه الرياح إلى طبقات الجو العليا. وفي ذلك المستوى، تتصل ببخار الماء ، الذي يتكثف حول الجسيمات ويتحول إلى قطيرات ماء. و تتجمّع هذه القطيرات من المياه لتكوين السحب ، ثم تسقط على الأرض في شكل أمطار. وكما يتضح ، فإنّ الرياح "تلقّح" بخار الماء العائم في الهواء بالجسيمات التي تُحمل من البحر ، وتسهم في نهاية المطاف في تكوين غيوم المطر.
حمدان حمّودة الوصيّف... تونس. 
من كتابي : القرآن والعلوم الحديثة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق