مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 18 أبريل 2023

صيام …. صيام الحلقة الثالثة والعشرين بقلم علاء العتابي

صيام …. صيام
الحلقة الثالثة والعشرين
فانوس جدي القديم 

صيام كلما أعقب على غرفة البيت العليا ؛ يطاردني هاجس ما أن ؛ يبعدني عنها ولا أدخل إليها ؛ فيا ترى مالسبب برأيك المتواضع ؟
نفس الشعور يراودني أيضًا ، تحديدًا حين ادنوا مِن صندوق خشبي قديم ؛ وكلما أحاول فتحه ؛ يشغل بالي شيئًا أخر ؛ فتنتفي حاجه فتحه عن بالي تماما ؛ فطالما أتحدت رؤانا ؛ فلابد من إنزاله إلى غرفة المعيشة وفتحه !
لكم عتيد أنت مِن صندوق ، ثقيل بما تكنزه من أشياء كثيرة !

خرائط مطويه ، أباريق مع أواني مستطرقة ، فساتين زفاف بآلية ، عقد فضة جوهرة القلب ، خاتم خطوبه ، شمعدان 
علبة كبريت ، علبة ماكياج بدائية الصنع ، حذاء محدب من الأمام ، بدلة زفاف رجالية مقطعة الأكمام ، قفل من غير مفتاح !
عجيبة أمر هذه المقتنيات ؛ ياترى مالذي يربطهم جميعًا ؛ لأبد من أمرٍ ما قد جمعهن في أحجية مخفيه !

صيام أفرغها جميعها خارج صندوقها !
لا أستطيع ، حاولت معها ؛ ما أن أخرجها ؛ حتى تبلى ويتفتت تماسكها ؛ وكأن في الصندوق سرًا يحفظها طيلة هذه السنين !

ولكن ماهذا الفانوس القابع في قعر الصندوق !
ما أثقلك من مصباح ! وزنك حمل جبل صغير !
ماهذا الدخان الوردي قد شغل المكان!

بلا ( شبيك لبيك ، ولا عبدك بين يديك ، بلا أمنيات مؤجله )

أين هو جدك الثالث عشر ، الذي وعدني بالزواج قبل قرون بعيدة ولم يفي بوعده !

جدي … ها جدي .. جدي !
دعيني أتذكره 
سعيد ! لا هذا جدك الثالث
نبيل ! لا جدك السابع
من سنان ! كلا هذا جدك التاسع
جلال ، اجود ، همام ، مُهاب ، عاصم ، ريان ، أصيل !
توقف عند أصيل ! نعم هو من وعدني بالزواج وهرب من وعده ؛ بعدما جلب لي جميع هذه المقتنيات من خارطة عِش الزوجية وفساتين زواج عقد فضة جوهرة القلب ، خاتم خطوبه حتى علبة ماكياج مع مستلزمات الفرح 
وقال : عزيزتي هيام ساعة وأعود إليك بعدما قفل لي قفل المصباح وترك أكمام بدلته أتمسك بها حال عودته !

طالما أنت وريث بما تركه لي من أوجاع نفسية حادة طيلة فترة مكوثي هنا ، فأنت زوجي الجديد ؛ فلأ أستغرب من طلة وجهك ، ملامحك الحادة تشبه تماما وكذلك نبرة صوتك المميزة !
لا. شيء يبعدنا بعد ألان!
لا .. لا دعيني ، لا أريد الزواج 
اتركيني لا … لا لا

صيام … صيام مابك ،دع المصباح النفطي جانبا ؛ فقد رجعت الطاقة الكهربائية 
هيام ، اين ذهبت هيام ؟

علاء العتابي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق