مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 25 أبريل 2023

سُحُبُ الظَّلَامِ وغَمْرَةُ الأَحْزَانِ بقلم حمدان حمّودة الوصيّف

سُحُبُ الظَّلَامِ وغَمْرَةُ الأَحْزَانِ... (حتّى لا ننسى إخوانًا لنا في مخيّمات اللّجوء)
سُحُبُ الظَّلَامِ وطُلْسَةُ الأَلْوَانِ
هَـزَّتْ نُـهَـايَ بِـمُؤْلِـمِ الأَحْزَانِ.
وتَذَكُّرُ الأَحْبَابِ زَادَ فَـهَاجَنِي
فِي لَيْلَـتِي، فَـانْـهَـلَّ دَمْـعٌ قَـانِ
فِي لَيْلَةِ العِيدِ "السعيد" وذِكْرُهُ
سَـرَّ القُـلُـوبَ بِـمُـبْدِعِ الأَلْـحَانِ
نَسَجَتْ حُرُوفِي مِعْطَفًا رَزَحَتْ بِهِ
رُوحُ اصْطِبَارِي، مِعْطَفًا أَضْوَانِي.

جَنَّ الدُّجَـى فَأَتَـى لِقَلْبِي بِالضَّنَـى
وأَتَـى لِـغَـيْـرِي بِالسُّـرُورِ الهَـانِي
فَسَهِرْتُ أَنْقُدُ سَهْمَ دَهْرِي أَدْمُعًا
وأُدَافِـعُ الأَحْـزَانَ، وَهْـيَ دَوَانِي
وأَتَـاحَ غَيْـرِي لِلْـمَـسَـرَّةِ عَـالَـمًـا
نَقَـدَتْ مَزَارَهُ ضِـحْـكَةُ الأَقْرَانِ
 
يَا عِيدُ، يَا عِيدَ الـمَسَرَّةِ والهَـنَـا
هَا لَيْلُكَ الدَّاجِي الطَّوِيلُ شَجَانِي
قَدْ طَالَ حَتَّى خِلْتُ أَنَّـهُ أَدْهُرٌ
واسْـوَدَّ حَـتَّى تَــاهَ فـيـهِ كِـيَـانِي
فِـيـهِ، تَعَـالَتْ لِلـسَّـمَـاءِ مَسَـرَّةٌ
تُنْشِي النُّجُومَ، بِـفَـرْحَةٍ وأَمَانِي.
وبِـهِ، تَـعَالَتْ زَفْـرَتِي، بِـأُوَارِهَا
تَشْكُو النُّجُومَ تَـوَجُّـعِي وهَوَانِي
فِيهِ احْتَمَى الخِلُّ الضًّعِيفُ بِخِلِّهِ
وذَوُو الفَتَى غَمَرُوا الفَتَى بِـحَنَانِ
وبِهِ احْتَمَى بِي شَوْقُ مَنْ أَنَا ذَاكِرٌ
وبِـعَـادُ أَهْلِـي فَارْعَـوَتْ أَحْـزَانِـي
فِيـهِ، أَنَارَ الـحُـبُّ قَــلْـبَ مُـتَــيَّـمٍ
لَـقِـيَ الـحَبِيبَ، فَـمَادَ كَالسَّكْرَانِ
وبِهِ تَكَالَبَتِ الـهُمُومُ عَلَى الـحَشَا
وتَنَـاءَتِ الأَفْـرَاحُ عَـنْ عُـنْـوَانِي
فِيهِ، قَدِ اجْتَمَعَ الصِّحَابُ بِـأَهْلِهِمْ
وبِـهِ بَـكَـتْ أُمِّي لَــدَى فِـقْـدَانِي
يَا عِيدُ، أَنْتَ لِغَيْـرِ أُمِّـي فَـرْحَـةٌ
ولَـهَـا دُمُـوعٌ أَجْـهَـشَـتْ إِخْـوَانِي
يَا عِيدُ، أَنْتَ لِغَـيْـرِ قَـلْبِي شُعْلَةٌ
ولــَهُ طَــلِـيــسٌ حَـالِــكُ الأَرْكَانِ
يَا عِيدُ، أَنْتَ لِـغَيْـرِ عَيْنِـي قُـرَّةٌ
ولَـهَـا سُهَــادٌ، مَــا رَأَتْ عَـيْـنَـانِ
طَالَ التَّـقَلُّبُ فِي الفِـرَاشِ وإنَّنِي
بَـيْــنَ الأَخِلَّـةِ سَاهِـرُ الأَجْـفَانِ
هَا قَدْ هَزَمْتَ مَعَ التَّعَلُّلِ خَاطِرِي
فَارْحَمْ، سَأَلْتُكَ، لَسْتُ لِلْأَشْجَانِ
إِنِّي ضَـحِيَّةُ ظُلْـمِ مَنْ أَنَا أَشْتَكِي
للهِ جَـهْـلَـهُ قِيـمَةَ الإِنْسَانِ ... 
حمدان حمّودة الوصيّف ... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق