وليمة العيد
فاته القطار ولم يتمكن بالإمساك بأخر عربة منه ألا في الخمسين من عمره!
ذهب إلى بيت خطيبته في ثاني أيام عيد الاضحى المبارك ، تفاجأ بهدوء الجميع وسكون حركاتهم ، يبدو إنهم واجهوا شيءٍ كبير ؛ فعرف بعد حين والد خطيبته ، أي عمه المستقبلي وهو رجلًا كبيرة في العمر ، ودائما يفقد الأشياء آلتي يستعملها من بين يديه ، ولا بعرف أين قد ضيعها !
كانت طلته عليهم وقت الغذاء ولا يعرف أن كان عندهم احتفال أو مهرجان صباحًا ؛ فقد كانوا يبحثون فيه عن غرض ما لعمه قد فقده !
ولكنه لا يعرف به البتة
؛ لان حال دخوله عندهم وجد عمه قد غلبه النعاس ، فقد نحب كثيرًا ، ولم يهدأ ؛ حتى اعطي حبة نوم مهدئة !
كان جائع جدًا أمعائه تقرصه من شدة الجوع !
سئلتهم ماذا أعددتم للغداء هذا اليوم ؟
جميعهم قالوا بنبرة واحدة غدائنا ( باچة ) أي لحم رأس الخروف !
جلسوا جميعًا حول المائدة والصمت يعم المكان
وضعو لكل شخص طبق من ( الباچة )
طبقه احتوى على نصف رأس الخروف مع قليل مِن الأمعاء
من عادته يبدا بتناول أمعاء الخروف وبعدها يستلم رأس الخروف عهده ؛ فيفصل جميع اجزاءه
استلم نصف الفك العلوي من ( الباچة ) يلعق به ويتلذذ بشرب ماءً التشريب الذي ينسال من بين أسنانه من كل جهة لكونها لذيذة طعمها حامض ومالح !
نشدهم آن يسقوه كأس من اللبن البارد كي يتخلص من ملوحة ( الباچة ) فقد أطبقت على معدته !
جميعهم صرخوا بابا :
وجدناه … وجدنا .. وجدنا !
ماهو الذي وجدتموه ؟
قالوا طقم أسنان والدنا الذي فقه اليوم الصبح ونحن نطبخ ( الباچة )
توقف عن الأكل لا يعرف هل يكمله ام يلقيه من يده
قالت له عمته :
أكمل فقد أصعدت عمك في آخر قطار قبل ان تفوته عرباته .
علاء العتابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق