مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 15 أغسطس 2023

من النهاية إلى البداية بقلم:خالد القاضي

*من النهاية إلى البداية*
بقلم:خالد القاضي
🍃🍃🍃🍃🍃
-1-
                         ((النهاية))

هناك على شاطئ التأمل جلست
أُسرِّحُ خصلات حياتي المشعثة
وأرمي نصل بصري
 ليغوص في الأفق البعيد...
ولا أعرف هل سيعود منه 
أو لا يعود..
إلى حيث أشباح النوارس تحوم
عند الحُمرة القانية للغروب
وكأنها تحتسي من أقداحه 
 أخر رشفات النبيذ ...
ذلك الغروب الذي لا أدري 
أهو غروب النهار..
أو إنطفاء آخر شعاع في حبنا ..
الذي لا انتظر إشراقه من جديد..

هناك جلست القرفصاء
على رمال سبخة 
تصفعها أكف الأمواج وتعود
القهقري ...
وتصفعها أخرى وتعود ..
وهكذا إلى يوم الخلود ..
كما تجلدني سياط الحياة  
وقلوب فيها قدت من حديد ...

عازم أن أرمس حبي في ههنا
أدفنه مع بقايا عظام البحارة
التي لحفتها الرمال ..
 وكنوز القراصنة المنسية ...
سأدفنه هنا...
وأنسى تحديدا مكانه..
وتقاسيم صورته الخبيثة..
ساحنطه تحنيط الفراعنة..
وأضع إلى جواره جمجمة مشاعري وخفقات قلبي ...
ولعنة تلاحق من ينبشه من مكانه...
لأعيش بقية حياتي كصوان 
لا يحن ولا يشتاق ...

                   -2-
            ((المنتصف ))

هذا الحب الذي كاللّاحب
بدأ يصبني بالتخثر 
والإزرقاق..
كشال من ظلمات يلفني
ويحجب رؤية الهيام حتى ينام...
لم أكن أعرف أن الحب الجاحد يعتمر القسوة ...
حب يجهد...
 مخلوق أغرب من كل فريد 
لا يساد ولكن يسود 
 يأتي بالعفن الأسود
يلصقه بجدران القلب 
وطيور الحب  
يخنقها ...
يملأ سهادا أعينها...
ويصلبها على عمدان أفول ...
 ويشعل في حجرتها عثنونا 
من نار تشوي الروح
على ألسنتها المتقدة...
وتملأ بالأدخنة صدر الحب ليموت..

احتراق الروح خطير ...
يا حبا من قلق وحشي عتيد
خلقت..
هل أنت الحب حقا ...؟؟؟
ياحبا جعل غرامي ك(تنوط) مجنون ...
 يأكل مني ولا يتوقف ..
ويصيح يناديني
 كجهنم (هات مزيد)

 يا(كرونوس ) 
 أكلت أطفال الحب لدي 
وهم أطفالك في مقتبل العمر

لا ديمقراطية في الحب هنا..
لا حقوقا إلا حق الحب علي...

الحب هنا إيمانٌ بجلال الإستعباد
وإقرار عبودية ..
وتقديس ألم 
وطأطأة للأعناق..

  -3- 
((البداية))
قالوا لي أن الحب
تحريرٌ لألوان الهمسات الباسمة للعشاق
هو من يُهمِد صهد الأشواق
ولكني 
 و قلبي سكبنا حبا يتسع الدنيا عند أقدام الورود 
ولكن لا جدوى

ودموعا هائمة
سالت  
تبحث عن مأوى في قلب ملاك
ولكن لا جدوى

فكان لنا أشواقٌ
 متأوهةٌ تغني لي 
 ألف آه وآه
وفؤادي أنانيٌ لم ينظر فيما قفاه
ماخلّفَه حين أنساق
لمحبوب يملأه جحود
ويطعم ودي أطباق كنود ...
و دمار لعذارى وجداني 
لا محدود

ونزيف صمود
 مني ينساب

وعند الباب تتأملني
 ّ دُنياها
 متفرجة..
تمصمص شفتيها ...
وتهز الرأس ..
هل ترحمني؟؟
 أو تتشفى مني ؟؟
 ساخرة من غر جديد
إلى الجنون يساق...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق