من أغوارِ الزمنِ السحيق
أنا غضبٌ العدالة على
قهرِ وظلمِ وقسوةِ الأدهار
باسمِ السماءِ كبلتني أغلالُ
الطغاة الفاسقين حولوني
إلى بضاعةٍ رخيصة باعوني
كأبخس السلع في اسواق الخساسة
والنخاسة أمةً عبدةً جاريةً
حولتني أزمانُ القهر إلى كائنٍ
متمردٍ جديدٍ إلى صوتٍ هادرٍ
يهددُ الأرضَ والسماء
فاحذر يا رجل ان تطأ أرضي
وتزرع أورادَ الشوق في دربي
ثم يغويك الفراق فتمضي
تذكر دائماً أنني كلُّ حواء
لست كوكباً يسبح في فضاء
لست نجماً يلمع في سماء
لست جزءاً من الاجزاء
بل انا كل الاشياء
لست جدولاً في بحيراتك
لست حرفاً في كتاباتك
بل انا كلُّ البحورِ والمحيطاتِ
وكل العصورِ والأزمانِ التي مضتْ
والتي سوف تأتي على مدِّ الزمان
انا أساطيرُ الأقدمين وملاحمُ
الزمن العتيق وبطولاتُ الزمن الآتي
وتحدي النبوءات وزئيرُ العواصف والرعود
يجري النيل في عينيَّ
وتنمو حقول العنب في شفتيِّ
تتقاطر خمراً وجنتاي
ينبت القمح من ملامحي
وينمو الفرح كطفل بين يديِّ
ويزدهرُ الربيعُ رياضاً في كفيِّ
لست ككلِّ النساء الغابراتِ العابرات
جدائلي اغزلها من عيون المساء
يتوضأُ الصبح من جبيني
وتصلِّي الشمسُ بين أهدابي
فتذكرْ دائماً أنني لست ككلِّ النساء
وأنِّي امرأةٌ متمردةٌ
فلا تحاول اقتحامَ حصوني
ولا يفتنك ويغرُّك حسني وبهائي وجمالي
ولا سحرُ عينيِّ وحمرةُ وجنتيِّ
حكمت نايف خولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق