مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 26 أغسطس 2023

رحلة طويلة بقلم محمد صادق

 رحلةطويلة


جلستُ إلى جُوَارَكِ في القطار

ونظرتُ في عينيكِ وكان أحلى قرار

وَجَدْتُ فيها سِرٌّ دَفين

وإنَّني أُريدُ أن آوِي إليهما بُرُكنٍ رَكِين

لأستريحَ فيهما

وأستكين 

وإليهما بِما في نفسي أبُوح

ورأيتُ أنَّني في هَواهُما طَريح

وألفيتُ السِحرَ في أحلى عُيون

وأحسستُ فيهما بِدفءٍ دَفيئ وراحةٌ وارتياح

وفي عينيكِ رأيتُ الصُبحَ يصحوُ وقد رَحلَ المساء

وهَا بَهاءٌ في الكَونِ يضُوع

بهاءٌ وصفاءٌ واصطفاءٌ وربيع

ونُورُ الشمسِ في عينيكِ بَديع

والكلام في عينيكِ يطُول

وإنَّنِي أطلبُ الحُلُولَ فيهما والقُبُولَ والمُثُولَ والعُدُولَ عَمَّا مَضَى مِن بعاد

وَهَا قلبي في بُعدي سَقيم

وَهَا أعُودُ إليكِ يانُورَ العُيون

فاجعلي هذا القلب لقلبي سِقَاء

واجعلي هذا القلب لقلبي دواء

واجعلي هذا القلب لقلبي رُواءً وشفاء

وإنني أرى حالي دُونَ هواكِ رَميم

 وإنني أراني دُونَ هواكِ عَقيم

وإنني أراني دُونَ هواكِ عَديم 

وأنَّ الكلام بيننا يطُول 

وها أنا في قُربيَ منكِ وخُلُودي إليكِ أقولُ فيكِ وعنكِ أحلى كلام 

وأنَّكِ طِيبُ الهَوَى والجَوَى وشهدُ الشهدِ وأغلى مَرَام

وإنَّنِي أرتجي أن أنام فيكِ عاماً وعام

وألاَّ يحُولَ بيننا حائلٌ مِن مَلَامٍ أو خِصَام

ولستُ أرضى لعينيكِ بديل

فهذا السحرُِ الذي طَاوَلَ أعناق السَحاب

وهذا العِطْرُ الذي من عينيكِ يفُوح

وهذا النُورُ الذي يسري ويجري ويغزو آفاقَ الضَباب

فتعالي حبيبتي وتُوقِي إِلَيَّ وانتوي مِنِّي اقتراب واهجُري كُلَّ العِتاب

فالبُعْدُ عنكِ صَقِيع

تَعالي وكفكفي من عينيكِ دُموع

حبيبتي 

سوفَ أُحَاكيكِ عن حَكاياتِ الغرام

وأُخبرُكِ بكل خَبرٍ منكِ يقين

بأنَّنِي رُبما حَلُمتُ بِذَا السِحْرِ الذي في عينيك مُنذُ سنين 

وحَلُمتُ بأن هذا الذي بين جنبيكِ حَنون

وأنَّنِي قرأتُ في سَالفِ الأزمانِ كُلَّ المُتُوُن

وكُلَّ الفُنُون وكُلَّ الحِقَب

قرأتُ المَزاميرَ والكُتُب 

وَسَمِعْتُ الكثيرَ والكثيرَ مِن عَجَب

وأنَّ للجمالِ وللدلالِ سبب

وألفُ سبب

وألفُ ألفٍ من سبب

فسُبحانَ مَن وَهَب

وسُبحانَ مَن کَتَب

وسُبحانَ مَن سَبَّبَ الأسبابَ

وكتب

حبيبتي

نَظرتي خَجلى إلى تلك العيون 

فقد أهيمُ فيهما لو رأيتُ مافيهما من سِحْرٍ

ومن سِرٍّ رَهيب 

وإنَّنِي في بَحرِ عينيكِ غريق 

وقد أنامُ  وقد أغيبُ وقد أتوهُ في دَهاليزِ تلكَ  العُيُون 

وقد يُصيبُني مَسٌّ من جُنُون

فإنَّ هذا الإبداعِ ليسَ لَهُ في الكَونِ مَثِيل


حبيبتي حكايتي في الغرام تبدأُ مُنذُ عهدٍ بعيدٍ بعيد

ومنذُ زمانٍ تَليد 

وكُنتُ أريدُ أن أقتفي وأن أختفي في هواكِ عن تلكَ العيون التي بالنظراتِ والعَبراتِ تَخُون 

وأنا أخافُ عليكِ يادُرَّةَ الأعوامِ والسنين 

غيرَ أنَّي أُريدُ أن أكونَ عليهما حَارسٌ أمين وأن أكونَ لديهما رَهين

وأن أكونَ فيهما سَجين

وأُريدُ أن أُسَافِرَ فيكِ وألَّا أعُود

وأن أغامِرَ وأن اكتُبَ كتاباً في العِشقِ جَديد

وأن أُعَافرَ حتَّي لا يُخامِرَكِ شيءٌ من صُدُود

أو أُقَامِرَ بالرُوحِ والنفسِ وبالدَمِّ أَجُود

أو أُعَاقِرَ ذَيَّاكَ الوَجْدُ العَتِيْد

وأن أغيب

وألَّا أعُود

وألا أذُوقَ فيكِ صُدودٌ

أو سأم

وأن مِن هواكِ أغتنم

وأن أرى هذي الشِفَاهُ تبتسم

وهاأنا الآن أُمْسِكُ الفُرشاةَ والريشةَ والقَلَم لأرسمَ هاتيكَ العُيُون

أَخُطُّ فيهما خُطُوط

وأُبرزُ السِحْرَ والسِرَّ الدَفين

وأن يكونَ واضحاً فيهما شُعاعٌ وبَريق

وأسرُّ القَوْلَ أنني بحثتُ في كُلِّ العُيون فلم أجد أجملَ من جمالِ عينيكِ عُيون

حبيبتي حكايتي في الحُبِّ جَميلة

وقد رأيتُ أنكِ أنتِ زَهرةُ الخميلة

وأنَّ عيناكِ فيهما رَحيق

وسَيْلٌ دَفُوقٌ دفوقٌ مِن وُدِّ وحُبٍّ جميل

وأنَّ الشمسَ فيهما تغفو ولا تَبتغي أن تُفيق

وها أنا في عينيكِ غريق

وأنَّ نُورَ النهارِ مِنكِ يَغار

ونجماتُ ليلٍ في مداراتِ عينيكِ تدُور 

وتدنو وتهفو وترتجي بعينيك مَدار

وأنَّ نُور البدرِ في عينيكِ مَنار وأنارَ واستنارَ واستدار

وأنَّكِ أنتِ بَدْرُ البُدُور

وجمالُکِ آخذٌ لُبِّي مُثير

وإنني أرقبُ الجمالَ بانبهار

حبيبتي ضَعي سُواركِ هَاهُنا

في مِعْصَمي

في أنجُمِي

وأشرقي وأغدقي

لاتتجهَّمي

ولاتتوهَّمي

واحضنيني

واحتويني

وأقْدِمِي

وتَقَدَّمي

وتزوَّدى وتودَّدِي

لاتَخْلُدي لانهيارٍ و بَوَارٍ واعتذار

لا تندَمي

أو تتألَّمي

واغنَمي

وكُوني للعِشقِ مَنَار

وتَاجَاً وإكليلَ غَار

فليس الحُبُّ عَار

وليسَ العِشقُ وَهْمٌ

أو كُلُّهُ مَرَار

وها انا أُهديکِ هَوَايَ 

يا أغلى وأحلى سُوَارٍ و أنتِ الأَوْلَىَ والأعلى بِحُبِّي بِاقْتِدَارٍ 

وأنتِ تَاجُ المَجْدِ والوَجْدِ في العُلَا يَعْلُو ويسمُو 

وأنتِ عِزٍّ وكبرياءٌ ومَضَاءٌ واشتهاءٌ ونقاءٌ يدورُ في أعلى مَدَار

وإنَّنِي أهواكِ بِفَخْرٍ وافتخَار


محمد صادق

٢٠٢٣/٨/٢

٢٠٢٣/٨/٤

٢٠٢٣/٨/٥

o. k.

👀ن.م.👀

🌼حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤلفCopyright reserved for the author🌼


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق