__
الكتابة الأدبية هي مهمة صعبة فليست من أجل التسلية والمتعة وهي لا تأتي من فراغ أو هي مجرد هواية ٠
الكتابة هي حب متجذر في أعماق النفس وتأملات وأحاسيس مفعمة بالحياة ؛ تأتي من وحي اللحظة ونبض الوجدان وشذى الخاطر ؛ فالأديب ينتقي أفكاره ويبحث جيدا في مخزون ذاكرته ويتصفح صفحات الأحداث التي قد ترسخت في الزمان والمكان ويجول بخياله الواسع ؛ يتفنن في رسم الواقع ويوشحه بلمسات الخيال الفني البديع ٠
إن الأديب ملتزم بإحكام الصنعة الأدبية
في نصه وتجويدها ؛ فهو يطرزه ويجمله وينقشه ويكسيه أجمل حلة كثوب فاخر ؛ وهذا مراعاة لنظرية التقبل وخلق تلك الجمالية الفنية الإبداعية ؛ وتحقيق المتعة والمؤانسة للقارىء وإشراكه في فضاء نصه فيبحر في طياته شغفا وغراما وينشد لطلاوته ورونق لفظه وأساليبه ومعانيه القيمة ؛ فكل عمل أدبي يجب أن يرتبط بنقد الواقع ومعالجة قضاياه في رسالة تربوية موجهة للقراء
تلامس كل القلوب وتصل لكل العقول فتنيرها ٠
ورغم إضفاء لمسات خيالية وتوظيف لغة المجاز في النص ؛ فلابد لسمة الواقعية أن تحضر في النص بحجم قيم ؛ ولابد من الإبتكار في اللغة وحسن تبليغ المضامين
يإستعمال المحسنات اللفظية من بلاغة وتنويع الأساليب النحوية ؛ وبناء لغوي متين وذلك في شتى الفنون الأدبية كالقصة والرواية والأقصوصة بما فيها من سرد وقصص وأساليبها الإبداعية الفنية الخاصة التي تميزها وتزيدها ثراء لغويا ؛ والقصيدة الشعرية العمودية أو النثرية أو الشعر الحر أو النص المسرحي ؛ فهذه النصوص على قدر جمالها تمكن الأديب المبدع من أن يرسم صورا للواقع جميلة وشيقة بصنعة أدبية جيدة وتحكيم سلطة اللغة والتلاعب اللغوي البديع ؛ وهذا يثير انتباه القارىء ويجعله يستمتع بالنصوص ويستفيد منها في قالب التسلية واكتساب المعرفة والدراية الأدبية وأن يتثقف منها ويدرك القدرات اللغوية فيحفظها؛
ويبرهن كل نص على ثقافة الكاتب الثرية ؛ ولعل أهم ميزة في كل نص هي النقد الضمني البناء ليعالج من وراءه الواقع قصد تغييره وتحسيس وتوعية الناس ويكون بطرح بعض القضايا ومحاولة إيجاد الحلول لها ؛ ويحضر النقد عن طريق اسلوب الإضحاك أو السخرية وفن الفكاهة وأحيانا يكون النقد صريحا ؛ وهذا ما يجعل النص الأدبي: يحظى بالنجاح والتميز وتألق الأديب ٠
والكتب الأدبية متنوعة وزاخرة من الموروث القديم والأدب الحديث والمعاصر: وعلى القارىء المثقف المغرم بالقراءة أن يهتم بدراسة هذه الكتب وتصفحها والإستفادة منها ٠
_
نورالدين محمد نورالدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق