مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 26 أغسطس 2023

النبضات الكليلة بقلم خالد القاضي

 النبضات الكليلة

بقلم : خالد القاضي

🍁🍁🍁🍁🍁

-1-

تَعبّس وجه السماء

كندّابة خرساء 

وعمياء

لا تقوى على الصراخ

أو البكاء

وأعتم البحر

ورعنته الهوجاء

كعين عوراء

ركلت خارجها

 الضياء


يكتسى ذلك المتهادي 

نفس ما يكتسي وجهه

وهو واقف على ياقة  

شاطئه  يتطلع إليه 

إلى أمواجه المتراقصة

وكأنه يتطلع إلى انعكاسه...

يحمل ذات  صفاته 


وصوت موجاته

هي... هي 

نفسها تماوجات وجدانه ...


البحر هنا مثله

إرتسمت على وجهه 

الأزرق الكالح

ظلال غيابات موحشة

تطفو على سطح 

من تعاسة


تمسح صفحته الممتدة

ووجهه 

 نظرات  سكينة

متسللة متوجسة

 من عيني ذلك الصباح 

الحيية..

وهو خارج من خلف جدران

الأفق البعيدة...

براقة كنصل سيف صقيل

يرسم بحده خط بداية

 لميلاد جديد 

وإيذانا بقتل الليل 

الذي شاخ سواده


وأتى ميعاد مماته..


-2-

هو كذلك  الليل 

الهرم 

يشبهه 


تماما مثله ... 

 شاخت كل خلجات

روحه وحبه ..


ولكن لا ميلاد 

لبداية جديدة لديه 

فقد ماتت كل البدايات ...

كل ما يعمره محض نهايات ..

وطرق مسدودة ..

وفلوات تنفث الموت

في كل لحظة ..

افترشت جنبات روحه 

قاحلة ..

قاحلة ...

تقهقه  بحكيات حب ممزقة 

من خيانة... 

وترديد تراجيع الوداع الأخيرة..


-3-

ووحشة جثمت فوق قيثارته 

تكتم أنفاس أوتاره

التي كانت تعزف أجمل 

الألحان يوما 

وتغني الحقيقة

للحقيقة...

ونبضات مكتئبة

يؤديها قلبه المتعثر

في خطواته

نبضات تتسربل 

الوجع وتحمل 

على ظهرها كل  الفجيعة...

كنظرات الموت 

حين يأتيه موته....

وإبتسامات الخطيئة 

المفضوحة..

النبضات الكليلة 

التي أورثها له

الحب المزيف 

بطعم الماء المر ..

يزيد العطش 

ويقتل الروح


خريف مصفر الخدود

يبدد من ذاكرته

 طفولة حبه 

ويساقط أوراقه المصفرة


ونصال من وجع 

 كأعمدة ظلال  

متوحشة   

تمزق كل ما بقي فيه 

من رفيف 

مشاعره 

ذات العيون الزجاجية

التي ذفرت من جنباتها

رائحة الرفات


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق