مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 13 نوفمبر 2023

وطني يؤلمني بقلم ناصر درويش

وطني يؤلمني 

جلس الى قربه .. وضع كفه المشفقة على رأسه يمسحها .. قال له .. كفكف دموعك يا ولدي .. اعلم أن الجرح يؤلمك .. والله يا ولدي حزنك حزني .. وأعلم أن غباراً في عينيك يؤذي هاتين الجوهرتين .. وأنك لا تقدر أن تراني … أنا أسمعك ..أسمع أنينك فقل شيئاً ان كنت تسمعني .. صمتك يقلقني … 
مسح غبار عار امة عن عينيه .. نظر اليه … بكى .. بكاءاً مزقني … ثم صمت .. ثم أغلق عينيه .. وقال بصوت خافت اليك عني … يا ولدي ما الذي يؤلمك دموعك تذبحني … حدّق ثانية حتى خفتُ.. ظننت غضباً سيبلعني… يا ولدي بالله ما وجعك أعلمني …
حدّق ثانية .. وبصوت يشبه اضطراب الكون أسمعني … أحرقني … 
قال يا عماه …. أتسمعني … فأجبت كموجة ضلّت مكان البحر… فارتطمت برمال صحراء تقهرني …بلى أسمعك فأخبرني ..!
قال يا عماهُ وطني يؤلمني … 
توقف الوقت .. وانحنى ظهر الزمان .. وشاب قلبي حين أخبرني …! بكيت لا بل نُحْتُ كامرأة فقدت كل من لها ألماً.. فبكاء الطفل عذبني ..وما كنت اعلم أبداً..يا عربان الصمت المهين … بأن جواب طفلِ.. سيقتلني .!!!!!

ناصر درويش













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق