مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 6 نوفمبر 2023

مجرد محطة توقف بقلم مصطفى حدادي.

مجرد محطة توقف....
فاصلة و نقطة من رشفة فنجان قهوة
.......فاصلة الرشفة الأولى.
مرت سحائب الذكريات فأمطرت، اختلط الحزن والفرح فيها، فلا هي آهات تكتب ولا إطلالة ابتسامة ترجمت، يراع ببن أنامل لا يعلم وجهته، أخذ،التذكرة وركب القطار، أي الأشياء بها يبدأ، فيخط و يسرد، ثم تذكر فجأة فتنهد، قائلا: عدرا لك أيها الفرح، الفؤاد يدمي ،جراح لازالت لم تدمل، دوما يزاحمك هذا الحزن،يجثو يخيم يحبس الأنفاس بالثقل، يقود لدروب في ما مضى سلكت، بها الفشل الهجر و ذاك السقوط المتكرر، عدرا لك أيها الفرح، حزن يمتزج بأثر ابتسامة خفيفة تأبى أن تطل، تحكي بحسرة وندم على نهج مستمر،لحياة تفاصيلها تبدو في تكرار لامتناهي دون توقف.
....فاصلة الرشفة الثانية.
اصحى يا صاح ، كفاك نوما، فلا أنت من أصحاب أهل الكهف، فررت لتتعبد،أو هربت من جبروت و قهر، إنك تهرب من روحك و نفسك، ألم يحذثك العقل، ألم يوصيك أنك حقا سوف تنتصر، تقوم بعدما تسقط، قرر تدبر، تمهل اسلك هذا الدرب،إنه بلسم ومرهم لكل الجراح و الندوب، سيزيل عنك كل كدر، ألم يعضك أن كل شيئ بكتاب مقرر، مقدر ومكتوب ولا منه مفر، شئت أم أبيت، هو أمر الخالق المدبر، فلما دوما هذا الخوف المستمر، عش اليوم ولا تبالي لأمر الغد أو ما سيحصل،كفاك تدمر هروب و انزواء و انطواء ، واعلم أنه مما طال الحزن لا بد ينجلي، ويبزغ فجر الفرح تشرق فيه شمس الأمل بعد الألم، تدفئ الفؤاد. هيا أوقد شمعة الفرح أنر هدا الدرب و اسلكه ولا تتأخر، قل لي الآن كيف تشعر.
فاصلة وأنت ترتشف من فنجان قهوتك الصباحية كالمعتاد، يبرد و تبرد معه مشاعر عبر هذا السفر، موجز و وجيز هو قط.
.....نقطة برشفة أخيرة هي ما تبقى ، من هذا الفنجان، سواد و مرارة المذاق لأنه بالفعل برد، صمت خيم تفكير توقف، لا تعقيب ولا رد ،نظر و تأمل ، جملة واحدة هي من لخصت، كل هذا {عش ما شئت فإنك ميت}.
حتف واحد مآل كل الخلق، فلما ننزف ونهدر طاقات على أمر و أمور تنتهي،مهما طالت قلت أو كثرت، مهما آلمت مهما أفرحت أو أحزنت.
كانت مجرد محطة توقف......
أبو سلمى 
مصطفى حدادي.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق