معذرة يا نوفمبر
بالأمس هبت نسائم قسما
نطق الرصاص لنخبر فرنسا
أن الله وعدنا حقا بالنصر
رفعنا آذان العهد فانتفضنا
جميعا وفي ساحة الوغي كنا
نعلن النفير وكتبنا بالبارود لحنا
بالأوراس رتلنا النشيد رصاصا
أسمعنا باريس وقعا مجلجلا
كتبا تاريخا مداده دما خالدا
كأننا نثرنا مسكا فاح في الأفاق
ذكراك مقدسا تصونه الأجيال
علقناه ربقا في أعناق الرضع
هيهات أن ننسى وقع العدا
واليوم تهب نسائم الفاتح
يا نوفمبر والقلب تكدر عذرا
غزة تدمي لرفع راية الحق
عاثوا فيها فسادا حثالة الكون
تجمع شتاتهم وللدين هم خصم
أخلفوا وعد الرسل والكتب
كذبوا توراتهم وما صدقوا
غير الخبث فيهم خصلة وشيم
على أشلاء أطفال رقصوا وتمايلوا
دنسوا الشرف والأقصى أستباحوا
هل أخبرك يا نوفمبر عن عروبة
تفرجت على دم سقى أزقة غزة
بل رقصت عروبة بما دمروا
ضنوا أبنية مجد لنا هيهات
حنطوا ناطحات وظنوها خالدة
نسي بعضهم عمر وعلى بل محوا
في كتب التاريخ أسماء وبدلوا
قضى الله نحبهم يسبتون ملة
أخجل منك يا نوفمبر لو فصلت
لا أقسوا عليك قدمت تذكرني
أقول لك إني على العهد ما عشت
سأزحف ليلا إلى غزة بها عزتي
رسمت لنا العروبة وأبرمت عوازل
بالشجب والتنديد وانا لها بالتجاوز
أنقش بمعاولي وبحارة المغاربة
أسماءا عهدتها العربي بن مهيدي
يوقعها سيف الأمير عبدالقادر
ميراثنا بها ورمز عروبتنا عذرا
يا شهر المروءة والعز تخبرهم
عنا فرنسا كم علمناها الدروس
كأنها تنسى غزة منا ولا نحيدا
عذرا يا نوفمبر لا تلمني اليوم
كثرت موائد الكلمات والخطب
وتزاحمت الخطوب على غزة
لولا نفر من دروع وفيض عمر
لأستبيح كل العرب والقاعدون
تلذذوا بموت طفل وشرف بيع
عذرا يا نوفمبر نبت الجبن فينا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق