مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 5 نوفمبر 2023

معذرة يا نوفمبر بقلم البشير سلطاني

معذرة يا نوفمبر 

بالأمس هبت نسائم قسما
نطق الرصاص لنخبر فرنسا
أن الله وعدنا حقا بالنصر
رفعنا آذان  العهد  فانتفضنا
جميعا وفي ساحة الوغي كنا
نعلن النفير وكتبنا بالبارود لحنا
بالأوراس رتلنا النشيد  رصاصا
أسمعنا باريس وقعا مجلجلا
كتبا تاريخا مداده  دما خالدا
كأننا نثرنا مسكا فاح في الأفاق
ذكراك مقدسا تصونه الأجيال
علقناه ربقا في أعناق الرضع
هيهات أن ننسى  وقع العدا 
واليوم تهب نسائم الفاتح 
يا نوفمبر والقلب تكدر عذرا
غزة تدمي لرفع راية الحق
عاثوا فيها فسادا حثالة الكون
تجمع شتاتهم وللدين هم خصم
أخلفوا وعد الرسل والكتب 
كذبوا توراتهم وما صدقوا 
غير الخبث فيهم خصلة وشيم
على أشلاء أطفال  رقصوا  وتمايلوا
دنسوا الشرف والأقصى أستباحوا
هل أخبرك يا نوفمبر عن عروبة 
تفرجت على دم سقى أزقة غزة 
بل رقصت عروبة بما دمروا 
ضنوا أبنية مجد لنا  هيهات
حنطوا ناطحات وظنوها خالدة 
نسي بعضهم عمر وعلى بل محوا
في كتب التاريخ أسماء وبدلوا
قضى الله نحبهم يسبتون ملة
أخجل منك يا نوفمبر لو فصلت
لا أقسوا عليك قدمت  تذكرني 
أقول لك إني على العهد ما عشت
سأزحف ليلا  إلى غزة بها عزتي
رسمت لنا العروبة وأبرمت عوازل
بالشجب والتنديد وانا لها بالتجاوز 
أنقش بمعاولي وبحارة المغاربة 
أسماءا عهدتها العربي بن مهيدي 
يوقعها سيف الأمير عبدالقادر 
ميراثنا بها ورمز عروبتنا عذرا
يا شهر  المروءة والعز  تخبرهم
عنا فرنسا كم علمناها الدروس
كأنها تنسى غزة منا ولا نحيدا 
عذرا يا نوفمبر  لا تلمني اليوم
كثرت موائد الكلمات والخطب
وتزاحمت الخطوب  على غزة 
لولا نفر من دروع وفيض عمر 
لأستبيح كل العرب والقاعدون
تلذذوا بموت طفل وشرف بيع 
عذرا يا نوفمبر  نبت الجبن فينا 

بقلمي : البشير  سلطاني ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق