لا دمع يكفي لهذا الموت
لا نور يضيء
عتمة الروح .
لا دمع يكفي
لكل هذا الموت .
لا سماء تظلل
ما تبقى من الأحلام .
لا ثرى يسع
كل هذه الجثت .
لا مرفأ يسمع
هذا الأنين الكبير .
لا سقيفة تحمي
ما تبقى من أشباح .
لا حروف تلم
كل هذا الدمار الكبير .
خمدت الأنفاس .
و تكالبت خيبر
و الموالون .
ينهشون الجثت الضامرة .
سقطت
أوراق التوت العفن .
يصيح يهود خيبر
و بني القينقاع ...
دعونا نقتلكم ,
لنروي أرض ميعادنا .
و ارحلوا عن قبوركم ,
كي نمدد حقولنا الجديدة .
و اتركوا لنا عضام موتاكم ,
كي نهبها لكم خياما ,
على الضفة الأخرى
من الحياة .
و لبني النضير
شهوات أخرى .
كأن تتركوا ما تبقى
من أطلال بيوتكم .
كي تمرح كلابنا الأليفة
كأن ترحلوا
دون ضجيج
أوأنين .
ارحلوا فقط .
سنبني لأحلامكم
مشانق .
نبعثها لكم
عبر وكالات الإغاثة
في مهجركم .
و من تبقى منكم ها هنا .
سننير سماءهم
بذخائر أسلحتنا الثقيلة .
هيا ارحلوا .
أسقطنا حروف السلم
و السلام
من قواميس الحكومات
و العروش .
أيها الراقدون فوق التراب
و تحت التراب .
ارحلوا .
أيها القانتون
في محارب القصور .
اتركوا مسابحكم .
و ترجلوا عن الحياة .
إن بقي فيكم
شيء من الحياء .
فض فوكم .
و عمت بصيرتكم
قبل بصائركم .
أعراب و موالون .
عليكم
تدور الدوائر .
و بئس القرار .
أما أنا .
فقد جف حلقي
و تكسرت بقية أحلامي
بح صوتي
و تهت على وجهي
في بئر العزلة السحيق ...........
إدريس سراج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق