(( حلَّ الشتاءُ))
مِصباحُ حزني ماينفّكُ
من تلافيفِ أوجاعي
لايبرحُ شرنقَتي قَدر أنمُلةٍ
تحت الحشا بارودٌ به رِبَقُ
ها أنا ذا قَد
حَلَّ الشتاءُ على سريرتِه
و الجرحُ مازالَ ينزفُ
على صدرِ الأيامِ.
يتقوقعُ الغيمُ فوق أنينِ الذكرى
كم من أعوامِ شتاء مضت مقطّبةَ الروحِ ساهمةً
وأجفانُ السها ليست بِراقدَةٍ في دهماءِ.
البابُ موصودٌ يرتجي غائباً، أطلقَ سهمَ الخصامِ.
رحلَ غريباً بحقائبِ الهيجاءِ.
والفؤادُ من بعده مغموسٌ في بركان.
حتى أضحى كعصفورٍ أسيرٍ يتلوّى بين خافقيه
ينسَكِبُ منه لونَ الحِداد
يحفره نقشاً على الجدران.
تنكمشُ الأحداقُ بضجيجِ الأوراق
حبرٌ ينازعُ موتَ الأقلامِ
هي رفيقةُ السهدِ المحزون وأقطاب الكرى
يانجمة خجولة هائمة
في بطن السراب
أراكِ تغازلينَ بضعَةً من أوصالي
يتنفّسُ بها قليل من شريان
كتوأمٍ يشُدّنا حبلُ الغرامِ.
على أعمدةِ الليلِ نغفو
أن يسطعَ فينا ذيلُ ضياء
يُصيّرُني كزنبقةِ ماءٍ ناضرة
لكنّ القلبَ استفاقَ من حلمه
هكذا حَلَّ الشتاءُ أسيفا
يتموّجُ على شِفاه العذاب
لعلّ غائبَ الروح يتمطّى
على أجنحةِ الظلامِ
ويسبرُ أغوارَ مُعجزةٍ
يهدمُ بها كهفَ الشتات.
يا أقمارُ الطفولةِ عودي ضيّعني الدربُ بين مقالعِ
في النافِذاتِ حروفُ قصيدةٍ
أغرَقتها الأمطارُ قبلَ النداء.
تراتيلٌ تضُجُّ بِلِسانِ حالٍ
والطيرُ أمواتٌ أصابَها خورُ البعاد.
تصدّأتْ كؤوسُ المنى حتى قعرِها
وما امتلأتْ إلا عُصارة الأوهامِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق