نحن و زمن العجائب
د . مُحمَّد أَحمَد مُحرَّم
… … … … … … . . . … … . . .
لَو كُنْت فِي كَتِيبَة مَشاعِره ، مَواقِفه عَظِيمَة
لَو كُنْت فِي سِرِّية اَلحُب وأشْواقه ، روعة جميلة
لَو أنَّ مَا تُخْفِيه رُوحي فِي أعْماقهَا شَلَّال هَادِر
هل تَحُس بِه الجماهير العريضة ؟
لَو كَانَت أبْيات الشِّعْر فِي قصيدَتي
سَيْل مِن السَّمَاء يَتَنزَّل على أَرْض المدينة
لَو كَانَت القصيدة طَائِرة تُحلِّق أو سَفِينَة
أُطعِمت قِطَاع اَلطرِيق لَهيب النَّار
أَشعَلت الحرائق فِي قُلُوب
العذارى والرِّجال العناتر
أَعدَدت للإقْطاع حَفلَة الشِّوَاء السَّمينة
لَو أَننِي شَمشُون ١ البطل وليْل الحيارى
وَزعَت كُلَّ الأرْض لِلْمساكين على الإقْطاع
أُلقِيت مَا جمع اللُّصوص المتَّهمون الجيَاع
وَلكُنت صُعْلُوكا فِي المدينة أَحمِل اللُّقْمة إِلى الجيَاع
فِي زمن العجائب!
وكتبتْ لِلْكادحين وَثِيقَة فِي العدْل الاجْتماعيِّ
لَو إِنَّ سِنْدبادنَا الرِّحَال وفَارِس أحْلامنَا جاء
فِي مَوكِب التَّحْرير يَحمِل فَوْق كَتفِه فَلْسات الرَّجَاء
لَم يَذبَح اللِّصُّ فرْحتَنَا
ولم يَرجِع أَسمَاك النَّهْر إِلى بحْرنَا
لَكنَّه سِيجي
فشبَّاكنَا فِي حَافَّة النَّهْر مُتَأهبَة
هذَا صَوتُه بَعْد الفجْر هَادِر مِن خَلْف الرِّمَال
يَطوِي مسافات الطريق
فِي الجبَال والسُّهول
وَيمُر مِن شَواطِئ البحَار
يَبحَث عن أَصحَاب الكرامات في البؤادئ والطَّوالع واللَّوامع
وِيل لِأصْحَاب الفلْل الفارهيْنِ لِكلٍّ جَائِر
وِيل لَمِن يَمشِي على دُرُوب بُؤْسِنا مِن الأشْلاء جَاثِم
وِيل لَمِن باع العبَاد وبلادهَا - وَلمَن يُسَاوِم
وِيل لَهُم مِنا
وَمِن أحْقادنَا فِي يَوْم قَادِم
يَا أصْدقائي فِي الكفَاح والْعَمل والْفراغ والْمجاعة والصَّلاة
لَاتياسوا مِن يوْمنَا
يَوْم الجيَاع السَّمر أُتِي
أَقسَمت أن أَمشِي مَعكُم فِي اَلطرِيق
مِن الرِّيف إِلى مدينة المدائن
شِعْرِي لَكُم
عُمْرِي لَكُم
أَنِّي وَهبَت لَكُم حَياتِي
.................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق