المَلَّةُ
بقلم د.حفيظة مهني
رجوت هذا القلب أن لا ينبض بشوقهم
و أن لا يرنو لقاء من أجازوا. فراقي
و أن لا تبكيهم عين و تفضي مدامعها
فيكتوي شغاف القلب و يزيد احتراقي
قد كفكفت بعزيز الدمع هدب حنينهم
و بين الضلوع صررت كومة الأشواق
فعصاني القلب و كأنه لا يحيا إلا بهم
إذ اختمر جنون الشوق لا عقل باقي
أخاف أن يغافلني حنيني و يزورهم
واجف الخطى يدق باب محكم الإغلاق
ما عز علي إلا نفسي عالقة بحصونهم
فيا سجان الهوى هل لك أن تفك وثاقي
و لك من جبين العذارى قطر عطورهم
و أثواب حرير يدنو لها ناظر المشتاق
يرتعد نبضي بين الضلوع من وحشهم
كطير بات على غصن. لخريفه ملاقي
آواه. مليحات الطَّلُّ قد أصابني سهمهم
كسلافة عشق لذيذ يطيب فيها بالعناق
شاخت الروح و هي تجاري عنادهم
لؤم الهجر جرح وجدي و كسر ساقي
إني أشكو مر الهوى لمن همت بدروبهم
و خمرهم معتقة بدوالي الروح والأعماق
ياصحبة الأمس لياليَّ باتت باردة بغيابهم
معذب كأن أوجاعي و الزمن على اتفاق
مرٌ ذاك الرحيل الذي قطع عنا وصلهم
و بذر الوله لا زال ينمو حَبَهُ بين أطباقي
كيف لنا أن نودع من ألفنا رطب ظلالهم
و قد شربنا من كف المحبة نخب الرفاق
كانوا لنا سحائب بالخير ماطرة مزونهم
فإن كفوا عنا غيثهم ما استلذ لنا ساقي
عل الفؤاد من. مليلة أذابت بي هواهم
و نخرت حمة العشق عظامي هل من راق
والله إني كتمت الحب و ما بحت بضرهم
فباحت به القصائد و الحروف و أوراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق