مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الجمعة، 10 نوفمبر 2023

مجرد محطة توقف بقلم مصطفى حدادي

مجرد محطة توقف...
                                                       ضجيج،  كلام فارغ،،، 
أنت البطل، ميزة تنفرد بها عن الباقي، إنك بلا شك إنسان فريد، ذاك الأمر الصغير و البسيط، هو ما يميزك ، ذاك الأمر قد تقاس به بشاعة تصرفك اتجاه الآخرين، ولو كانت سوى ردة فعلك، خيانة خذلان، هجر وغدر، طعن به شتم و ذم، أليست الحقيقة دوما توجع و تؤلم البعض بردة الفعل و القول و التصرف، قد يحلو للبعض نفاق يقيس به مد الحبل في الصداقة المزيفة، في الحب و العشق، فترى الكثيرين يطلبون منك الأكثر و الأكثر، في حين أنك أنت لا تطلب، سوى أن تحيا بسلام لا أقل ولا أكثر، أن ترافقك الطمأنينة بالقلب، والسكينة بالروح، ولا ضجيج بكلام فارغ عن المنطق و العقل، حين تكتشف الكثير ممن حولك قد ارتدوا قناع الغش و المكر، فأينما حللت و ارتحلت بلا خوف ولا تعب ، وبدون شك أو ريبة هذا نزر ما تتمنى و تطلب،  تراهم يسترخصون كل هذا فيك، ضجيج كلام فارغ يتردد، حين تنعزل أو تصمت ، حتى الحيرة في أمرهم ، تجعل سرب القلق يحلق ولا يغادر سمائك ، حين تكون صافية بالبعد عنهم وحتى حين تهجرهم، ضجيج ذاك الأمس بذكرياته المزعجة، الملأى بالخيانه و الغدر، كذب وبهتان وافتراء، حز بالقلب استقر بالقعر، تتوالى بعده ضجيج آهات كلها حسرة ندم وأسف، هي ميزة تميزك عن الآخرين،  لأنه لم يمت القلب ، ولو تجمدت مشاعرك بمحطات مرت من عمرك، حصيلة أوقفتك تارة عند منعرج الطرق، وتارة بالمنتصف ، لا أنت فرح ولا أنت كاره، لا أنت سعيد و لا أنت شقي، فلا في بكائك غصة، ولا في ضحتك رونق، ضجيج كلام فارغ، يتردد صداه بداخلك، مسائلا أعماقك: هل أنت صابر؟؟ هل أنت معتاد؟؟ أم أن الأمل هو ما فقدت و افتقدت؟؟؟
لا الهروب أصبح عندك ملجأ، ولا النوم عاد لك مفر، ضجيج قساوة الذكرى ، حين يمر طيف السعادة ، وجحيم الأوقات التي بها وفيها حافظت على نقاوة وطهر نيتك، فلم تتلوث بخبث من غدرك وطعنك بالظهر، وكان من وتقث به و ائتمنه عن كل سر، فلا خان و للعشرة قد صان و للملح، لا عافية مزاج يعتدل و إن اعتزلت الكل، هي إجازة قط تأخذها من ضجيج كلام فارغ، فيها قد تقدم على الإنتحار مجرد صحوة ضميرك من سباته، و يزيل عنه ذاك الصدأ ، لما تلذغك مشاعر طفت أتقلثك بضجيج كل ما مضى ومر، ضجيج كلام فارغ ما قد حذث حين تستجمع قواك بعد السقوط المتكرر بين الجموع، و قد كنت قد رممت شروخ الغير، وذاك الشرخ جرحك الذي لم يندمل بعد، تنكس الأسى ، بعد رحيل كل من أحببت و عشقت، 
آه، فقد انتهى كل شيئ ، إلا ضجيج كلام فارغ، شد انتباه كل متفرج على روايتك كنت أنت فيها البطل.
مجرد محطة توقف.....
أبو سلمى 
مصطفى حدادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق