مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأربعاء، 29 نوفمبر 2023

طريق الحب بقلم سليم عبد الله بابللي

طريق الحب
بقلمي :سليم بابللي
من البحر الوافر

طريقُ الحُبِّ يغشاها النقاءُ
و تُظلمُ إن بَدَتْ يوما شقاءُ

أَمَنْ يقضي حياةً دونَ حُبٍّ
كَمَن يحيا و يرفُلُهُ سواءُ ...؟ 

فلا تَخلو سبيلُ الشّهدِ لسعاً
و لا تحلو إذا غابَ العناءُ

و ينبتُ في ضِفافِ الوردِ شوكٌ
يسطِّرُ في معانيهِ الإباءُ

إذا ما طافَ في الأحوالِ بينٌ
و حامَ اليأسُ و انقطعَ الرّجاءُ

فأقبِلْ ما استطعتَ لهُ وصولاً
و دُمْ في الوجدِ ما سَمَحَ البقاءُ

و زِدْ في الضَّمِّ من يحيا و يدري
متى يا قلبُ ينعادُ اللقاءُ

و يبقى الحُبُّ فوّاحاً نَدِيّاً
إذا مَرّتْ شدائِدُ أو رخاءُ

و مهما جالَ في عَتَبٍ و نارٍ
فبعدَ النارِ يكلأه الصفاءُ

و زوراً أن يسمى الخِلُّ خِلّاً
إذا ما غابَ عن دَمِهِ الوفاءُ

و ما وَصَلتْ إلى الأذهانِ نجوى
بقيمةِ جهلها نُصِبَ العِداءُ

و لا تأتي المودةُ مِنْ فراغٍ
سَخاءُ النفسِ يورِثُها السّخاءُ

و ما مِنْ كامنٍ إلا سيبدو
و ما في العُمقِ ينضحُهُ الإناءُ

و لا يأتي الثُّغاءُ بدونِ قصدٍ
فلولا النَّقصُ ما صدحَ الثُّغاءُ

و كُلُّ سَجِيَّةٍ في الدَّهرِ قيست
و عِزُّ المرء ما نَبضَ الحياءُ

مرورُ الشّمسِ للأبصارِ نورٌ
و للأرواحِ إن بَصَرت غِذاءُ

يُثيرُ الوجدَ في وعيٍ و سكرى
و يُعصَرُ مِنْ أواصِرِهِ الدَّواءُ

فللأزهارِ إن نَضَجٌت رحيقٌ
و للأغصانِ إن بَهَجَت رداءُ

تَرى الأيَّامَ تَفرزُ كُلَّ نوعٍ
و كُلُّ خليَّةٍ و لها وِعاءُ

نفوسُ البعضِ إن ناءت بِوُدٍّ
يَدومُ الوُدُّ ما دامَ العطاءُ

إذا ما غابَ حينَ البأسِ نِدٌّ
فما بِرِهانِهِ خَسِرَ الرَّجاءُ

ولكنْ أظهرَ البُرهانُ عيناً
كلامُ البعضِ أغلبُهُ رياءُ

فلا تنغرَّ في يومٍ لقولٍ
و لو في صُلبِهِ وضَحَ الولاءُ

و ما نفعُ التّودُّدِ بالتّمني
و قولُ القلبِ في يدِهم هواءُ

فلا عُذرٌ يُبَرِّءُ ساحَ نِدٍّ
تأخّرَ بعدما وقعَ النداءُ

بِوقتِ الخَطبِ إن كَفٌّ تَخَلَّتْ
فلا صيفٌ تُفيدُ و لا شِتاءُ

و جهلُ الناسِ في الأزَماتِ إثمٌ
يُضيفُ إلى البلاءِ لهم بلاءُ

و جهلٌ في جبينِ الشٌمسِ عتمٌ
و عِلمٌ في دُجى ليلٍ ضياءُ

بِنَهجِ الحُبِّ شكلُ العيشِ يحلو
و ما بظلالِهِ سُفِكت دِماءُ

و ما روضٌ سقاهُ الحُبُّ إلّا
بكُلِّ شِعابِهِ سَكنَ الهناءُ

و غيثٌ ما بدا للرّوحِ بُشرى
و إخصابٌ لساحَتِها و ماءُ

فلا حِكرٌ و لا رهنٌ بحالٍ
و دربُ الحُبِّ تقبلُ مَنْ يشاءُ

فَمِن أجوائِها دوماً ستُعطي
إلى الأرواحِ ما سَلَكَتْ شِفاءُ

سليم عبدالله بابللي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق