مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 29 يناير 2024

الطائر والسيف والزمن بقلم ناصر درويش

الطائر والسيف والزمن 

في ليلة باردة تشبه جحيم صمت أمة ماتت كل نخوتها…أطلَّ طائر عشقٍ يشبه وجعي .. يقترب مني …يبتسم ونزيفٌ في عينيه أيقظ قلمي .. قال اكتب فاهتزت أركاني وصرخت خوفاً.. أَكُلّ هذا سيصحبني … قال اكتب … فبكيت حتى ابتلَّ الحبر حنينا يا وطني !!!!
همست بصوت يشبه كل حروفي المحبطة .. يا أيها الطير الجميل بالله أخبرني … هل ستحمل الرقاع وجهك والوجع الذي سأكتبه ..فإني من شدة وجعك أقسمتُ.. لا يكون الحبر إلا من دمي …قال امسح دموعك واسمعني … فأَلقيتُ الدنيا من قلبي .. كأنه ما بقي فيها إلا طهر الطائر .. وقلمي … وسيفٌ خبّئته للزمنِ…قال اني راحلٌ فإن حلًقتُ مترنحاً فإياك أن تتبعني … واحمل السيف فإن زمانك لن يشبه زمني … وإياك أن تثق بمن حولك .. فالكل قد غدروا .. يا أنت .. إن حقائق الرجال لا تُعرف إلا في المحنِ…وإياك أن يَفْتُر قلمك هذا .. فحروفك كلما ضاقت عليَّ دنيايَ كان يشجعني …يا أنت … سيفك هذا سلاح … قلمٌ في يد عاشق للأرض سلاح … صرخة حق في وجه الطغاة هي كل الكفاح .. يا أنت … اكتب بسم الله هذي عروبتنا … بكل جوارحها خانتني … غدرتني .. بسم الله لقد صمد الأبطال حتى ارتقوا… وان وطني يؤلمني ….اكتب لقد سقطت أقنعة … وأشباه الرجال عرفناهم …وجوههم تشبه عوراتهم بل أقذر من ذلك فافهمني …وإنا عقدنا عزائمنا على درب من سبقوا …فإما نصرٌ نرتضيه …واما شهادة يرضاها الاله .. فنسطر التاريخ على مر الزمنِ…
لا بأس .. سأكتب ان ربي وفقني … سأروي جراحك والوجع يجرحني …وسأحمل صوتك سيفاً أعشقه ،… سأنقش على جانبيه وصيتي .. حرفٌ أكتبه .. وآخر يكتبني …! 

ناصر درويش





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق