مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 6 يناير 2024

متراس الحجاب بقلم سليم عبدالله بابللي

((متراس الحجاب))
بقلمي :سليم بابللي
من بحر الرمل

يا عُيوناً غيّبَت عنّي الصواب
و اختبت أدراجَ مِتراسِ الحجاب

ترصُدُ الأخطاءَ و الزّلّاتِ لي
علَّها تَحظى بشيءٍ للعتاب

مِثْلَ مافي سابِقاتٍ حَصَّلَت
لاتِّهامي لحظُها المغرورُ خاب

تُخطِئُ التقديرَ عنّي دائماً
مِثلَ من يُحصي ظِلالاً في الضّباب

تُوقِظُ الحُرّاسَ في أعتابِها
حيثُما للبوحِ ما حانَ اقتراب

كُلَّما شَرَّعتُ للإِقبالِ باباً
أغلقت في عِندِها سبعينَ باب

في مسارِ الرّوحِ طرفٌ جارحٌ
و السجايا قد أُحيطت بالحراب

طالتِ النجوى و فَرَّت همسَةٌ
مِن لظى الأشواقِ عطشى للرِّضاب

طابَ في أفيائِها رشفُ الهوى
و الهوى في ردهةِ الأهدابِ طاب

شَكلَ جفنيها تَشَبَّهَ غارقاً
في غرامٍ و انحنى قوسُ الرّباب

ما لهذا الكرمِ أمسى حائراً
و الدّوالي قد تدلّت بارتياب

في ظُنونٍ ماكِراتٍ تقتفي
ظِلَّ عِشقٍ و الهوى المجنونُ غاب

مَرَّ فينا شِبهَ غيمٍ عابِرٍ
قد تلاشى و المُنى بانَت سراب

أم تُرى قد أخطأَ الدَّربَ لنا
دَوحُنا من دونِه أمسَت يباب

صمتُهُ من سَكرةٍ حلَّتْ بهِ
أم تُرى قد حارَ في الحالِ الجواب

واهيَ التّبريرِ قد يُعطي لنا
أو سيُلقي وِزرَهُ باقي السّحاب

تغرقُ الآهُ بِصمتٍ مُذنِبٍ
و الجوى في مَتْنِهِ عينُ الصواب

كُلّما نيرانُ وجدي أُجِّجَت
كُلَّما في دربِها طابَ العذاب

كَم أرى في شوكِ دربي مُتعَةً
عندَما أخطو لَها تحلو الصِّعاب

كُلّ مافي صبوتي يرنو لها
في الغغى في الصَّحوِ في كأسِ الشراب

إن بَدا للعينِ مِنها مَطلبٌ
قبل أن يَسري إلى النُّطقِ تُجاب

أيَّ نَحوٍ أرتأي وُجهاتَها
في ذهابي قاصداً دربَ الإياب

صوتُها في البالِ رَجزٌ حاضِرٌ
يَدعَمُ الطّيفَ بِتَكذيبِ الغياب

سليم عبدالله بابللي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق