مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 16 يناير 2024

المعنى والمبنى بقلم سليمان شاهين/أبو إياس/

............ المعنى والمبنى ........... 

لقد آنَستُ عندَ الفكرِ نارا
           لها نُورٌ وقد أَلْفَيتُ غارا

ووَحيُ الشِّعر حَطَّ وقال أَقْبِلْ
        وطُلْ ماطابَ من طِيبٍ وطارا

هنالك جالَ في ذهني قريضٌ
         تَسَنَّى لي وبَينَ النَّاس سارا

وفي أبعاضهِ خَلَلٌ تَخَفَّى
         وفي أخرى تُعاينُهُ جِهارا

ولو أنَّ القريضَ يُطيقُ قولاً
          لَأصدرَ في إدانتهِ قَرارا

ولمْ يقبلْ لِصاحبهِ دِفاعاً
          ولم يقبلْ له عنه اعتذارا

ألا ياناظمَ الشِّعرِ افتخاراً
          تُريدُ بهِ ظهوراً و اشتهارا

ولا تَقْوى على ما يقتضيه
          و يُرضِيهِ لِيزدهرَ ازدهارا

جَهِلْتَ بأنّ نَظْمَ الشّعرِ إنْ لمْ
          تُجِدْه تَجِدْهُ قد يَكْسُوك عارا

جَهِلْتَ بأنّه معنىً و مبنىً
           وقد تَخِذا ديارَ الوِدِّ دارا

فلا شعرٌ بلا معنىً لطيفٍ
           و مبنىً صاغ للمعنى إطارا

وكم يبدو لك المعنى جميلاً
           إذا أبدى له المبنى اعتبارا

وقلَّدَ جيدَهُ عِقداً ظريفاً
            يناسبُه و ألبسهُ سِوارا

ظننتَ الشّعرَ قافيةً ولحناً
          متى صاراحَسِبْتَ الشّعرَصارا

وخِلْتَ بأنّهُ صُوَرٌ تتالتْ 
          ولمْ تَطلُبْ لَها أهلاً وجارا

فلا رَبْطٌ لِلَفظٍ في سواهُ
          ولا صُوَرٌ تُرِينا ما توارى

ألا جَرِّبْ وخُذْ ياصاحِ بيتاً
           و باعِدْ عنْ مَعالِمِهِ الغُبارا

فهل تلقى بِوَفْقَ الّلفظِ فيه
            ولو معنىً طريفا أو مُعارا

لَعَمْري لن ترى إلّا هُراءً
            لِأنّ الّلفظ لمْ يأمَنْ عِثارا
....................
سليمان شاهين/أبو إياس/
سورية - مصياف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق