أَنَا شَقَائِقُ النُعْمَان .
كُنْت أَنْظُرُ فَوقِيَ عَائمًا فِي اللاشَيءَ هُنَاك
و كَانَت السَمَاءُ بَيضَاءُ فِي كَفِي
مُتَخَفِفًا مِن كُلِ شَيْءٍ إِلّا مِنْكِ غَزَة
شَوكَةٌ فِي الخَصْرِ مَا انْفَكَت تُوجِعُنِي
هِيَ دُونِي وَحِيْدَةُ دَمعِ الطُفُولَة …
صَرخَتِيَ مِلْىءَ الصَدَى ذَهَبَت سُدَى
و الشَهِيْدُ لَم يُوَدِّعُ أَحْلَامَهُ الصَغِيْرَة
تَارِكًا أَلعَابَهُ تَحْتَ ركَامِ الجُنُون
ارتَقَى بِلَا وَدَاعِ الأُمِ الحَنُون
غَسَلَهُ الشِتَاءُ مِن اغْفَاءَةِ رِحْلَتِه
الطَوِيْلَة …
كَانَت السَمَاءُ بَيْضَاءَ تَذْرِفُ النَدَى دَمْعًا
و الأَرضُ تَحْتَرِقُ مِن تَحْتِي و مِن فَوقِي
و مَلامِحُ الخِيَانِةِ تَلُوحُ فِي الأُفْقِ البَعِيْد
لِلعَدُوِ الجَبَانِ أَن افْعَل مَا تُرِيْد
يَا شَقَائِقَ النُعْمَانِ كَلِلِي الصَغِيْرَةِ تَاجًا بِالجَدِيْلَة …
و يَا شَقَائِقَ النُعْمَانِ غَرِّدِي مَعَ الدُوريِّ أُغْنِيَةَ الرَحِيْل
و كُونِي ذِكْرَيَاتُ المُجْرِمِيْنَ كَي لَا أَذْهَب
سِرًّا فِي ثِيَابِ الخَمِيْلَة …
أَنَا الشَاهِدُ عَلَى دَمِي المَسْفُوكِ عِنْدَ السَاقِيَة
و الإِنْسَانُ شَاهِدُ عَلَى الجِرِيْمَةِ البَهَائِمِيَّة
جَرِيْمَةَ ( اليَاهُو ) رَقَمًا لِقَتِيْلٍ و قَتِيْلَة …
هَل أَرْحَلُ مَعَ الرَاحِلِيْنَ صَوْبَ نَفَسِي !؟
هَا أَنَا لَا زِلْتُ هُنَا أُدَاعِبُ النَوَارِسَ عِنْدَ البَحْر
و الرَاحِلُونَ يَصْدَحُونَ بِنَشِيْدِ الراحِلِيْن
شَقَائِقُ النُعْمَانِ و أُمِّي تُزَغرِدُ فِي المَكَان
و أَنَا الشَاهِدُ الوَحِيْدُ ارتَحَلْتُ نَحْوِي نِسْمَة عَلِيْلَة …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق