مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 25 فبراير 2024

لَوَاعِجُ السَّحَرِ بقلم خالد الحامد

( لَوَاعِجُ السَّحَرِ )
شعر: خالد الحامد... من العراق
          فُطِرْتُ عَلَىٰ نَـهْجِ الصَّبَابَـــــةِ خَاشِعًا
أُرَتِّـلُ في الأسْحَــــــارِ لَحْنَ مَوَاجِعي
          وَمَا أَصْعبَ الأَوْجَاعَ حَيْـــنَ يَصُوْغُهَا
غَـرَامٌ أذَاقَ العَيْـــــــنَ سَيْلَ مَدَامِعي!
          وَأَحْــلَامُ صَبٍّ لَا مَجَــــــالَ لِحَصْدِهَا
وَلِلْصَبِّ نَجْــــوَىٰ مُؤْنِسَاتِ الخَوَاشِعِ
          وَفِي مَرْكَــبِ العُشَّاقِ مَحْضُ وِلَادَتِي
كَــذَلِكَ دِيـــــــنُ الحُبِّ جَذْرُ شَرَائِعِي
          وَخَمْرُ شَـــــرَابِ العَاشِقِيــنَ دُمُوعُهمْ
تُضَاهِي انْتِشَاءَ السُّـــــكْرِ دُوْنَ مُنَازِع
          إِذَا جَــــدَّ فِي ذَرْفِ المَدَامِـــــعِ صَبُّهَا
تَرَىٰ الصَّخْرَ يَبْكِي كَالطُّيُـورِ السَّوَاجِعِ
          وَقَدْ تُكْتَمُ الأَحْــــزَانُ وَالذَّرْفُ فَاضِحٌ
وَمَــا لِلْنُّـهَىٰ أَمْـــــــــرٌ بِصَدِّ الهَوَامِـــعِ
          أَرَاكَ تُضَاهِي السُّحْبَ فِي كُــلِّ قَطْرَةٍ
وَتَــرْمِي عَلَىٰ الأَيَــــامِ سَهْمَ الفَوَاجِعِ
          إِذَا خَابَ سَهْمُ الحَظِّ مَاتَتْ بِــهِ المُنَىٰ
كَـــــذَا فَـزَّزَ الهِجْـرَانُ عَيْـــنَ الهَوَاجِعِ
          وَمَـا غَاضَ وَجْـــــدِي وَالصِّعَابُ مُلِمَّةٌ
أَعِــــــدُّ كَـمَا طِفْـلٌ نُــجُومَ اللَّوَامِــــعِ
          كَـأَنَّ عَـذَابِــــي فِــــي رُؤَاكِ قَصِيْــدةٌ
تُــرَتِّـلُهَا فَجْـــــــراً ثُغُــــــورُ المَرَابِـــعِ
          إِذَا لَمْ تَـــذُقْ فِي الحُـــبِّ شِدَّةَ عَلْقَمٍ
فَقَدْ غَابَ عَمَّا رُمْتَ عَــــــذْبُ المَنَابِعِ
          فَـكَمْ دَمْعَةٍ بِالعَيْـــــنِ أَضْحَكَها الهَوَىٰ
وَمَــا بَانَتِ الأَفْـــــرَاحُ عِنْــدَ الزَّعَازِعِ!
          مَتَىٰ تَغْنَمْ الأَشْــــــوَاقُ مَا أَذِنَ الهَوَىٰ
فَـإِنَّ النَّــــــــوَىٰ فِيْهَا سِهَامُ المُصَارِعِ
          فَـــكَمْ رَمَتِ الأَقْــــــدَارُ مِنَّـا ضَحِيَّـةً!
وَكَــمْ جَادَ فِي العُمْرَيْنِ وَخْزُ الوَقَائِعَِ!
          أُكَابِـــــدُ شَوْقَـاً وَاللَّيَالِــــي تُعِيْدُنِـــي
وَفِي النَّـأْي تَأْتِــي نَاضِجَاتُ المَوَانِــعِ
          تَحُـــــومُ كَمَا طَيْـــــرٌ عَلَيَّ وَلَــمْ أَنَـلْ
بِعُمْرِي سِـوَىٰ ذِكْـــرى تَـهُزُّ مَضَاجِعِي
          كَأَنَّ شِـــــــعَارَ العَاشِقِيـــنَ تَــزَنْـــدُقٌ
وَمَا العِشْـــقُ إلاَّ دِيْـــنُ كُــلِّ المَرَاجِعِ
          سَمَا طُهْرُ قَلْبِي فِي الفَضَائِـــلِ نَابِضاً
وَرَبُّ الـــوَرَىٰ أَدْرَىٰ بِشَتَّىٰ الذَّرَائِــــعِ
          فَفِي كُــــلِّ فِعْلٍ مِـــنْ فِعَالِي سَحَابَةٌ
وَفِي السُّحْبِ تَنْـدَّىٰ مُقفِرَاتُ البَلاقِعِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق