مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الخميس، 1 فبراير 2024

فرق السماء من الأرض بقلم علوى القاضى

**فرق السماء من الأرض**
بقلمى : د/علوى القاضى.
... مما يدعو للأسى والأسف أن العلماء فى دول العالم الثالث ليس لهم الحظ الكافى من الإحترام والتبجيل والإهتمام ، وذلك لأن هذه الدول تفتقد هذه الثقافة ، وهذا الأمر يرجع لعوامل كثيرة منها الداخليه سواء من الشعوب أوالحكام ، أو عوامل خارجية إستعمارية فكرية
... العوامل الداخلية سببها إهتمام الشعوب بالتغلب على ومقاومة الفقر والجهل والمرض فلا قيمة لعلماءهم ولالعلمهم ، وكذلك إهتمام الحكام وإنشغالهم بحماية الفساد والمفسدين وحرصهم على البقاء فى كرسى الحكم لذلك فإن العلماء بفكرهم وثقافتهم يشكلون خطراً على ٱمالهم وأحلامهم ولهذا إمتلأت السجون بخيرة الشباب والعلماء 
... أما العوامل الخارجية تتلخص فى أمر واحد وهو أن الغرب إذا لم يستطيع أن يستجلب علماء الدول الناميه إلى بلادهم للاستفادة منهم حاربوهم فى بلادهم معنويا وفكريا بمساعدة العملاء وقد يصل الأمر لإغتيالهم
... سافر العالم ( أينشتاين ) إلى اليابان عام 1922 في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن فوزه ب ( جائزة نوبل للفيزياء ) 
... وفي الفندق لم يجد معه مالاً ليعطيه للخادم الذي جلب له الشاي فأمسك ورقة وكتب فيها جملة ثم وقعها ثم أعطاها للخادم ونصحه بالإحتفاظ بها
... بعد مرور 95 عاماً في يوم 24 /10 /2017 ، إتصل أحد أبناء أخوة عامل الفندق ذاك بدار المزايدات لطرح الورقة في المزاد 
... إبتدأ المزاد بالمشتري الأول ( 2000 دولار ) ، وبعد 25 دقيقة وقف المزاد على مبلغ ( 1,3 مليون دولار )
... الآن ، لنرى ماذا كتب ( أينشتاين ) في تلك الورقة * حياة هادئة ومتواضعة تجلب قدراً من السعادة أكبر من السعي للنجاح المصحوب بالتعب المستمر *
... التقييم والقيمة هنا ليست فى الورقة ذاتها ولكن في صاحبها وقيمته العلمية على مستوى العالم ، هذه ثقافة الغرب تجاه علماءهم
... لننتقل الآن لعالمنا العربي ! ، في العام 1958 كان رئيس جامعة بغداد البروفيسور ( عبدالجبار عبدالله ) هو أحد أربعة طلاب تتلمذوا على يد العالم ( أينشتاين ) في معهد (ماساشوستس) في الولايات المتحدة ، عندما حدث إنقلاب على سلطة ( عبد الكريم قاسم ، 1963 ) 
... أعتُقل العالم الفيزيائي العراقي ( عبد الجبار عبدالله) تلميذ ( أينشتاين ) فيمن أعتقلوا من كوادر علماء وسياسيين وأساتذة وعسكريين 
... وعندما أُفرج عنه هاجر إلى الولايات المتحدة وأقام أستاذاً في نفس المعهد ومنحه الرئيس ( هاري ترومان ) أعلى وسام في أمريكا [ وسام العالم ]
... يحكى أحد زملاءه فى زنزانة السجن وكان يعرفه جيداً ، يقول أنه كان يشاهده مستغرقاً في تأملاته وكانت دموعه تنهمر أحياناً 
... وذات يوم تجرأ وسأله عن سبب بكائه فأجاب العالم الكبير : عندما جاء الحرس القومي للإنقلاب لإعتقالي صفعني أحدهم فأسقطني على الأرض ثم فتش جيوبي وسرق مالدي وأخذ فيما أخذ القلم الحبر الذي أهداه إلي ( ألبرت أينشتاين ) يوم نيلي شهادة الدكتوراه التي وقعها به ، وكان قلماً جميلاً من الياقوت الأحمر ولم أكن أستعمل هذا القلم إلا لتوقيع شهادات الدكتوراه لطلابي في جامعة بغداد ، صمت هذا العالم قليلاً ثم قال : لم تؤلمني الصفعة ولاالإعتقال المهين ماآلمني أن الذي صفعني كان أحد طلابي !
... هذا ماقاله البروفيسور ( عبد الجبار عبدالله )
... فرق السماء من الأرض
... فى هذا المقام يحضرنى ماقاله أينشتاين :
. . 2% من البشر يفكرون
. . 3% من البشر يظنون أنهم يفكرون
. . 95% من البشر يفضلون الموت على أن يفكروا
... حقا فرق السماء من الأرض نظرتنا لعلماءنا ونظرة الٱخرين لعلماءهم
... الخادم الياباني أكرم ( انشتاين ) واحتفظ بالقصاصة لأحفاده ، بينما رجال السلطة في أمتنا التي تدعى عربية أهانوا أنشتاين العراق والعرب ( عبد الجبار عبدالله ) وسرقوا قلم ( أنشتاين ) !
... هؤلاء الحكام المتخلفون الجهلاء ( ليس فقط في العراق بل الوطن العربي قاطبةََ ) دمروا العلم والعلماء والتعليم واهتموا بإنشاء جيل مهووس بالغناء والكرة والملاهي التي لاتسمن ولاتغن من جوع ، ولاتفيد إلا في إنهيار الأمة وبقاءهم فى السلطة
... دمتم في رعاية الله سالمين
... تحياتى ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق