وضمنها إنتصار لطاقة الخير على طاقة الشر :
مفهوم الذئابة ومفهوم الذكاء
:
هناك فرق بين كلمة الذئابة وكلمة الذكاء ففي الأولى إبتلاء ومضرة وفي معنى الثانية نعمة وإفادة
ففي هذه المقولة تتجلى ثنائية المعنى المتناقض للكلمتين
إن كلمة الذئابة مشتقة من لفظ ذئب الذي يتصف بالذكاء الفائق وأحيانا تطلق كلمة ذئب على الشخص صاحب الدهاء لمكره وخداعه كذلك رجل ذئب كتعبير مجازي
وفي هذا القول الذئابة تعني توظيف مفهوم الذكاء في جانب الشر بطريقة سلبية
أي الخبث والمكر والخديعة من قبل شخص خبيث جدا يشبه خبث وشراسة الذئب
شخص خبيث وإقتناص الفرص لصالح الذات ضد الآخر
البحث عن المصلحة الذاتية في كل الأمور واستعمال ذكاء العقل بطريقة شرسة وضارة بل سامة أكثر من ذلك
فعندما يفكر شخص ما ويوظف عقله وعمله في الشر عكس
ما ينفع
ولعل قصة "( كليلة ودمتة) " وهي من القصص الحيواني قد جعلها( عبد الله بن المقفع) تعالج قضايا الواقع آنذاك السياسية والإجتماعية والقضائيةبأسلوب التقية وهي التخفي وراء ألسنة الحيوانات من أجل النقد البناء الإصلاحي والتربوي والتوعوي للمجتمع وما يهمنا منها أساسا في هذا الصدد هو شخصية (دمنة )وهو اسم حيواني من بنات آوى وهو مؤنث الذئب لتحيل على شخصية خبيثة ماكرة تعيش في بلاط الملك حيث يوظف علمه وعقله في الشر والخبث والخداع والخلابة وإحداث الفتن بين الناس من أجل تحقيق مآربه وطموحاته وغاياته الخاصة ولا يهمه من ذلك مصلحة الجميع
ومن هذا المنطلق يمكن القول إن لفظة الذئابة هي إبتلاء أي مرض إجتماعي ونفسي سببه الوسواس القهري وعدم القناعة والحقد والحسد حيث يتصف إنسان ما بالذئب ويتقنص دوره كالتباس بصفة حيوانية يفقد فيها الروح الإنسانية والرحمة ويركبه الغرور والكبر وسوء الظن بالناس والخداع والمكر وسوء المعاملة للناس وعدم التواصل معهم بسلوك طيب ورحيم بل يسعى إلى تحقيق مصلحته الذاتية بكل لهفة
___________________2________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق